تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ١٠ - الصفحة ٥٤
وقوله سبحانه وتعالى: " * (ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمان) *). وقوله سبحانه: " * (ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض) *).
وقوله سبحانه وتعالى: * (كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى) * * (ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه) *) قرأ أهل الكوفة ويعقوب وأيوب بالياء وهو اختيار أبي حاتم وأبي عبيد. وقرأ مسلم بن جندب: نسلكه بضم النون وكسر اللام. وقرأ الآخرون بفتح النون وضم اللام وهما لغتان سلك واسلك بمعنى واحد أي يدخله.
" * (عذابا صعدا) *) قال ابن عباس: شاقا. السدي: مشقة. قتادة: لا راحة فيه. مقاتل: لا فرج فيه. الحسن: لا يزداد إلا شدة.
ابن زيد: متعبا. والأصل فيه أن الصعود يشق على الإنسان، ومنه قول عمر: ما تصعدني شيء ما تصعد في خطبة النكاح، أي ما شق علي. وقال عكرمة: هو جبل في النار. وقال الكلبي: يكلف الوليد بن المغيرة أن يصعد في النار جبلا من صخرة ملساء حتى يبلغ أعلاها يجذب من أمامه بالسلاسل، ويضرب بمقامع الحديد حتى يبلغ أعلاها ولا يبلغه في أربعين سنة، فإذا بلغ أعلاها أجر إلى أسفلها، ثم يكلف أيضا صعودها فذلك دأبه أبدا، وهو قوله: " * (سأرهقه صعودا) *).
" * (وأن المساجد لله) *) قال سعيد بن جبير: قالت الجن لنبي الله كيف لنا أن نأتي المسجد ونشهد معك الصلاة ونحن ناؤون عنك؟ فنزلت: وأن المساجد لله " * (فلا تدعوا مع الله أحدا) *). قال قتادة: كانت اليهود والنصارى إذا دخلوا كنائسهم وبيعهم أشركوا بالله، فأمر الله سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين أن يخلصوا له الدعوة إذا دخلوا المساجد، وأراد بها المساجد كلها.
وقال الحسن: أراد بها البقاع كلها وذلك، أن الأرض جعلت للنبي صلى الله عليه وسلم مسجدا، وكان المسلمون بعد نزول هذه الآية إذا دخل أحدهم المسجد قال: أشهد أن لا إله إلا الله والسلام على رسول الله.
وقال سعيد بن جبير وطلق بن حبيب: أراد بالمساجد الأعضاء التي يسجد عليها العبد وهي سبعة: القدمان والركبتان واليدان والوجه. وسمعت محمد بن الحسن السلمي يقول: سمعت منصور بن عبد الله يقول: سمعت أبو القيم البزاز يقول: قال ابن عطاء: مساجدك أعضاؤك التي أمرت أن تسجد عليها لا تذللها لغير خالقها.
(٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 ... » »»