تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ١٠ - الصفحة ١٥
" * (أن كان ذا مال وبنين) *) قرأ أبو جعفر وابن عامر ويعقوب " * (أن) *) بالمد واختاره أبو حاتم وقرأ حمزة وعاصم برواية أبي بكر " * (أن) *) بهمزتين، وغيرهم بالجر.
فمن قرأ بالاستفهام فله وجهان: أحدهما: الآن كان ذا مال وبنين " * (إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين) *)، والآخر: الآن كان ذا مال وبنين تطيعه. ومن قرأ على الخبر فمعناه: فلا تطع لأي كان.
2 (* (إنا بلوناهم كما بلونآ أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين * ولا يستثنون * فطاف عليها طآئف من ربك وهم نآئمون * فأصبحت كالصريم * فتنادوا مصبحين * أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين * فانطلقوا وهم يتخافتون * أن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين * وغدوا على حرد قادرين * فلما رأوها قالوا إنا لضآلون * بل نحن محرومون * قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون * قالوا سبحان ربنآ إنا كنا ظالمين * فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون * قالوا ياويلنآ إنا كنا طاغين * عسى ربنآ أن يبدلنا خيرا منهآ إنآ إلى ربنا راغبون * كذلك العذاب ولعذاب الاخرة أكبر لو كانوا يعلمون * إن للمتقين عند ربهم جنات النعيم * أفنجعل المسلمين كالمجرمين * ما لكم كيف تحكمون * أم لكم كتاب فيه تدرسون * إن لكم فيه لما تخيرون * أم لكم أيمان علينا بالغة إلى يوم القيامة إن لكم لما تحكمون * سلهم أيهم بذالك زعيم * أم لهم شركآء فليأتوا بشركآئهم إن كانوا صادقين) *) 2 " * (سنسمه على الخرطوم) *) قال ابن عباس: سنخطمه بالسيف فنجعل ذلك علامة باقية على أنفه قال: فقاتل يوم بدر: فخطم بالسيف بالقتال، وقال قتادة: سنخلق به شيئا، يقول العرب للرجل يسب الرجل سبة قبيحة باقية: قد وسمه ميسم سوء، يريدون الصق به عارا لا يفارقه، كما أن السمة لا تنمحي ولا يعفو أثرها. قال جرير:
لما وضعت على الفرزدق ميسمي وعلى البعيث جدعت أنف الأخطل أراد به الهجاء.
وقال أبو العالية ومجاهد: سنسمه على أنفه ونسود وجهه فنجعل له علامة في الآخرة يعرف سواد وجهه، الضحاك والكسائي: يشكونه على وجهه.
وقال حريز بن محمد بن جرير: سنبين أمره بيانا واضحا حتى يعرفوه ما يخفى عليهم كما لا تخفى السمة على الخراطيم. قال الفراء: وإن كان الخرطوم قد خص بالسمة فإنه في مذهب الوجه. لأن بعض الشيء يعبر به عن كله، وقد مر هذا الباب
(١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 ... » »»