تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ١٠ - الصفحة ١٧
" * (فتنادوا) *) نادى بعضهم بعضا " * (مصبحين أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين فانطلقوا) *) فمضوا إليها " * (وهم يتخافتون) *) يتشاورون يقول بعضهم لبعض: " * (أن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين وغدوا على حرد قادرين) *).
قال ابن عباس: على قدرة قادرين في أنفسهم. وقال أبو العالية والحسن: على جد وجهد. وللنخعي والقرطبي ومجاهد وعكرمة: على أمر مجتمع قد أسسوه بينهم. وروى معمر عن الحسن قال: على فاقة، وقيل: على قوة، وقال السدي: الحرد: اسم الجنة. وقال سفيان: على حنق وغضب، ومنه قول الأشهب بن رملة:
أسود شرى لاقت أسود خفية تساقوا على حرد دماء الأساود وفيه لغتان حرد وحرد، مثل الدرك والدرك، وقال أبو عبيدة والقتيبي: على منع والحرد، والمحاردة: المنع، تقول العرب: حاردت السنة، إذا لم يكن فيها مطر، وحاردت الناقة إذا لم يكن لها لبن.
قال الشاعر:
فإذا ما حاردت أو بكأت فت عن حاجب أخرى طينها وقيل: على قصد، قال الراجز:
وجاء سيل كان من أمر الله يحرد حرد الجنة المغلة وقال آخر:
إما إذا حردت حردي فمجرية ضبطاء تسكن غيلا غير مقروب " * (فلما رأوها قالوا إنا لضالون) *) لمخطئوا الطريق فليس هذه بجنتنا. فقال بعضهم: " * (بل نحن محرومون) *) حرمنا خيرها ونفعها لمنعنا المساكين وتركنا الاستثناء " * (قال أوسطهم) *) أعدلهم وأعقلهم وأفضلهم، " * (ألم أقل لكم لولا تسبحون) *) هلا تستثنون، قال أبو صالح: إستثناءهم: سبحان الله. وقيل: هلا تسبحون الله وتقولون: سبحان الله وتشكرونه على ما أعطاكم. وقيل: هلا تستغفرونه من فعلكم.
" * (قالوا سبحان ربنا) *) ننزهه على أن يكون ظالما، وأقروا على أنفسهم بالظلم فقالوا: " * (إنا كنا ظالمين فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون قالوا يا ويلنا إنا كنا طاغين) *) في منعنا حق الفقراء وتركنا الاسثناء، وقال ابن كيسان: طغينا نعم الله فلم نشكرها.
(١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 ... » »»