تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ١٠ - الصفحة ١١
حدثنا صالح عن سعيد بن جبير عن أبي عثمان اليهري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أحبكم إلى الله أحسنكم أخلاقا الموطؤن أكنافا الذين يألفون ويؤلفون، وأبغضكم إلى الله المشاؤون بالنميمة المفرقون بين الأخوان الملتمسون للبراء العنت).
2 (* (بأيكم المفتون * إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين * فلا تطع المكذبين * ودوا لو تدهن فيدهنون * ولا تطع كل حلاف مهين * هماز مشآء بنميم * مناع للخير معتد أثيم * عتل بعد ذلك زنيم * أن كان ذا مال وبنين * إذا تتلى عليه ءاياتنا قال أساطير الاولين * سنسمه على الخرطوم) *) 2 " * (فستبصر) *) فسترى يا محمد " * (ويبصرون) *) ويرون يعني الذين رموه بالجنون. " * (بأيكم المفتون) *) اختلف المفسرون في معنى الآية ووجهها، فقال قوم: معناه بأيكم المجنون، وهو مصدر على وزن المفعول كما يقال: ما لفلان مجنون ومعقود ومعقول أي جلادة وعقد وعقل، قال الشاعر:
حتى إذا لم يتركوا لعظامه لحما ولا لفؤاده معقولا أي عقلا، وهذا معنى قول الضحاك: ورواية العوفي عن ابن عباس.
وقيل: الباء بمعنى في مجازه: فستبصر ويبصرون في أي الفريقين المجنون في فريقك يا محمد أو في فريقهم.
والمفتون: المجنون الذي فتنه الشيطان. وقيل: تأويله بأيكم المفتون وهو الشيطان، وهذا معنى قول مجاهد.
وقال آخرون: معناه: أيكم المفتون والباء زائدة لقوله تعالى: " * (تنبت بالدهن) *) و " * (يشرب بها عباد الله) *) وهذا قول قتادة والأخفش (وأبي عبيد).
وقال الراجز:
نحن بنو جعدة أصحاب الفلج نضرب بالسيف ونرجوا بالفرج
(١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 ... » »»