تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٩ - الصفحة ٢٩٧
2 (* (ياأيها النبى إذا جآءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ولا يعصينك فى معروف فبايعهن واستغفر لهن الله إن الله غفور رحيم * ياأيها الذين ءامنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الاخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور) *) 2 " * (يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك) *) الآية وذلك يوم فتح مكة لما فرغ الرسول صلى الله عليه وسلم من بيعة الرجال وهو على الصفا وعمر بن الخطاب أسفل منه وهو يبايع النساء بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ويبلغهن عنه وهند بنت عتبة امرأة أبي سفيان متنقبة مستنكرة مع النساء خوفا من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعرفها فقال النبي صلى الله عليه وسلم (أبايعكن على أن لا تشركن بالله شيئا) فرفعت هند رأسها وقالت والله إنك لتأخذ علينا أمرا ما رأيناك أخذته على الرجال، وبايع الرجال يومئذ على الإسلام والجهاد فقط، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ولا يسرقن) فقالت هند: إن أبي سفيان رجل شحيح وإني أصيب من ماله هنات ولا أدري أتحل لي أم لا؟
فقال أبو سفيان: ما أصبت من شيء فيما مضى وفيما غير فهو لك حلال، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرفها فقال لها: (وإنك لهند بنت عتبة) قالت: نعم، فأعف عما سلف يا نبي الله عفا الله عنك فقال: (لا يزنين) فقالت هند أوتزني الحرة؟ فقال: " * (ولا يقتلن أولادهن) *) فقالت هند: ربيناهم صغارا وقتلتموهم كبارا فأنتم وهم أعلم، وكان ابنها حنظلة بن أبي سفيان قد قتل يوم بدر، فضحك عمر حتى استلقى وتبسم النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " * (ولا يأتين بهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن) *) وهو أن تقذف ولدا على زوجها وليس منه، فقالت هند: والله إن البهتان يقبح وما تأمرنا إلا مكارم الأخلاق، " * (ولا يعصينك في معروف) *) فقالت: ما جلسنا مجلسنا هذا وفي أنفسنا أن نعصيك في شيء، فأقر النسوة بما أخد عليهن.
وأختلف العلماء في كيفية بيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه النساء، فأخبرنا محمد بن عبد الله بن حمدون قال: أخبرنا مكي قال: حدثنا عبد الرحمن بن بشر قال: حدثنا سفيان وأخبرنا عبد الله ابن حامد قال: أخبرنا محمد بن جعفر قال: حدثنا بشر بن مطر قال: حدثنا سفيان بن عتبة عن محمد بن المفكر وسمع أميمة بنت رفيقة تقول: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في نسوة فقال: فيما استطعتن وأطقتن فقلت: رسول الله أرحم بنا من أنفسنا، قلت: يا رسول الله صافحنا قال: (إني لا أصافح النساء إنما قولي (لامرأة واحدة) كقولي لمائة امرأة).
وأخبرنا محمد بن عبد الله بن حمدون قال: حدثنا أحمد بن محمد بن الحسن قال: حدثنا
(٢٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 ... » »»