تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٩ - الصفحة ٣٠٨
بما كنتم تعملون يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة) *) أي في يوم الجمعة كقوله سبحانه " * (ماذا خلقوا من الأرض) *) أي في الأرض وأراد بهذا النداء الآذان عند قعود الإمام على المنبر للخطبة، يدل عليه ما أخبرنا محمد بن عبد الله بن حمدون قال: أخبرنا أحمد بن الحسن قال: حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا أحمد بن خالد الوهبي قال: حدثنا محمد بن إسحاق عن الزهري عن السائب بن يزيد قال: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم مؤذن واحد بلال لم يكن له مؤذن آخر غيره، فكان إذا جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر أذن على باب المسجد فإذا نزل أقام الصلاة، ثم كان أبو بكر كذلك وعمر كذلك حتى إذا كان عثمان فكثر الناس وتباعدت المنازل زاد أذانا فأمر بالتأذين الأول على دار له بالسوق يقال لها الزوراء، فكان يؤذن له عليها، فإذا جلس عثمان على المنبر أذن مؤذنه الأول، فإذا نزل أقام للصلاد فلم يعب ذلك عليه.
وقراءة العامة " * (الجمعة) *) بالضم الميم، وقرأ الأعمش مخففة بجزم الميم وهما لغتان وجمعها: جمع وجمعات.
أخبرنا محمد بن نعيم قال: أخبرنا أبا الحسن بن أيوب قال: أخبرنا علي بن عبد العزيز قال: أخبرنا القاسم بن سلام قال: سمعت الكسائي يخبر عن سليمان عن الزهري قال: قال ابن عباس: نزل القرآن بالتثقيل والتفخيم قال الفراء وأبو عبيد: التخفيف حسن وهو (........) في مذهب العربية مثل غرفة وغرف وطرفة وطرف وحجرة وحجر. وقال الفراء: وفيها لغة أخرى ثالثة: جمعة بالفتح كقولك رجل ضحكة وهمزة ولمزة وهي لغة بني عقيل، وقيل: هي لغة النبي صلى الله عليه وسلم وإنما سمي هذا اليوم جمعة لما أخبرنا الحسن قال: حدثنا الكندي قال: حدثنا محمد بن مخلد العطار قال: حدثنا محمد بن عيسى بن أبي موسى قال: حدثنا عبد الله بن عمرو بن أبي أمية قال: حدثنا قيس الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن قرثع الضبي عن سليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنما سميت الجمعة لأن آدم جمع فيها خلقه). وقيل: لأن الله سبحانه فرغ فيه من خلق الأشياء فأجتمعت فيه المخلوقات.
وقيل: يجمع الجماعات فيها، وقيل: لاجتماع الناس فيه للصلاة، وقيل: أول من سماها جمعة كعب بن لؤي.
أخبرنا ابن فنجويه قال: حدثنا ابن حفصويه قال: حدثنا الحسن بن أحمد بن حفص الحلواني قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر قال: حدثنا عبد العزيز عن محمد بن عبد العزيز عن أبيه عن أبي سلمة قال: أول من قال: أما بعد كعب بن لؤي، وكان
(٣٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 ... » »»