تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٩ - الصفحة ٢٩٦
ولحقت بالنبي صلى الله عليه وسلم في المدينة وأقام العاص مشركا في مكة ثم أتى المدينة فأمنته زينب ثم أسلم فردها عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم " * (واسألوا) *) أيها المؤمنون الذين ذهبت أزواجكم فلحقن بالمشركين " * (ما أنفقتم) *) عليهن من الصدقات من تزويجهن منهم " * (وليسألوا) *) بعد المشركين الذين لحقت أزواجهم بكم مؤمنات إذا تزوجن فيكم من يتزوجها منكم.
" * (ما أنفقوا) *) من المهر " * (ذلكم حكم الله يحكم بينكم والله عليم حكيم) *) قال الأزهري: ولولا العهد والهدنة الذي كان بينه عليه السلام وبين قريش يوم الحديبية لأمسك النساء ولم يردد أليهم صداقا، وكذلك يصنع بمن جاء من المسلمات قبل العهد، فلما نزلت هذه الآية أقر المؤمنون بحكم الله سبحانه وأدوا ما أمروا من نفقات المشركين على نسائهم وأبى المشركون أن يقروا بحكم الله فيما أمر من أداء نفقات المسلمين فأنزل الله سبحانه " * (وأن فاتكم) *) أيها المؤمنون " * (شيء من أزواجكم إلى الكفار) *) فلحقن بهم مرتدات " * (فعاقبتم) *) قراءة العامة بالألف وأختاره أبو عبيدة وأبو حاتم، وقرأ إبراهيم وحميد والأعرج فعقبتم مشددا، وقرأ مجاهد فأعقبتم على وزن أفعلتم وقال: صنعتم بهم كما صنعوا بكم، وقرأ الزهري (فعقبتم) خفيفة بغير ألف، وقرأ فعقبتم كسر القاف خفيفة وقال: غنمتم.
وكلها لغات بمعنى واحد يقال: عاقب وعقب وعقب وعقب وأعقب ويعقب واعتقب وتعاقب إذا غنم.
ومعنى الآية: فغزوتم وأصبتم من الكفار عقبى وهي الغنيمة وظفرتم وكانت العاقبة لكم، وقال المؤرخ: معناه فحلقتم من بعدهم وصار الأمر إليكم، وقال الفراء: عقب وعاقب مثل تصعر وتصاعر، وقيل: غزوة بعد غزوة.
" * (فآتوا الذين ذهبت أزواجهم إلى الكفار منكم مثل ما أنفقوا) *) عليهم من الغنائم التي صارت في أيديكم من أموال الكفار وقيل: فعاقبتم المرتدة أي قتلتموها، وكان جميع من لحق بالمشركين من نساء المؤمنين المهاجرين راجعة عن الإسلام ست نسوة: أم الحكم بنت أبي سفيان كانت تحت عياض بن شداد الفهري، وفاطمة بنت أبي آمنة بن المغيرة أخت أم سلمة كانت تحت عمر بن الخطاب فلما أراد عمر أن يهاجر أبت وارتدت، ويروع بنت عقبة كانت تحت شماس بن عثمان، وعبدة بنت عبد العزى بن فضلة وزوجها عمر بن عبدون، وهند بنت أبي جهل بن هشام وكانت تحت هشام بن العاص بن وائل، وكلثوم بنت جدول كانت تحت عمر ابن الخطاب، وأعطاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مهور نسائهم من الغنيمة.
" * (واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون) *).
(٢٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 291 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 ... » »»