تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٩ - الصفحة ٢٤٣
مختال فخور * الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ومن يتول فإن الله هو الغنى الحميد * لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوى عزيز) *) 2 " * (اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون إن المصدقين والمصدقات) *). قرأ ابن كثير وعاصم برواية أبي بكر والمفضل بتخفيف الصادين من التصديق مجازه: إن المؤمنين والمؤمنات.
وقرأ الباقون: بتشديدهما بمعنى أن المتصدقين والمتصدقات، فأدغم التاء في الصاد كالمزمل والمدثر، واختاره أبو عبيد وأبو حاتم اعتبارا لقراءة أبي: (إن المتصدقين والمتصدقات واقرضوا الله قرضا حسنا) بالصدقة والنفقة في سبيله.
قال الحسن: كل ما في القرآن من القرض الحسن فهو التطوع وإنما عطف بالفعل على الاسم لأنه في تقدير الفعل، مجازه: إن الذين صدقوا وأقرضوا يضاعف لهم أمثالها.
قراءة العامة: بالألف وفتح العين. وقرأ الأعمش: (يضاعفه) بكسر العين وزيادة هاء.
وقرأ ابن عامر وابن كثير وأبو جعفر (يضعف) بالتشديد.
" * (ولهم أجر كريم) *) وهو الجنة " * (والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون) *) واحدهم: صديق وهو الكثير الصدق.
قال الضحاك: هم ثمانية نفر سبقوا أهل الأرض في زمانهم إلى الإسلام: أبو بكر وعلي وزيد وعثمان بن عفان وطلحة والزبير وسعد وحمزة بن عبد المطلب، تاسعهم عمر بن الخطاب ألحقه الله بهم لما عرف من صدق نبيه.
" * (والشهداء عند ربهم) *) اختلف العلماء في نظم هذه الآية وحكمها، فقال قوم: تمام الكلام عند قوله: " * (الصديقون) *) ثم ابتدأ فقال: " * (والشهداء) *) وأراد بهم شهداء المؤمنين خاصة، والواو فيه واو الاستثناء، وهذا قول ابن عباس ومسروق وجماعة من العلماء. وقال الآخرون: هي متصلة بما قبلها، والواو فيه واو النسق.
ثم اختلفوا في معناها، فقال الضحاك: نزلت في قوم مخصوصين من المؤمنين، وكانوا كلهم شهداء، وقد مر ذكرهم.
وقال غيره: نزلت في المؤمنين المخلصين كلهم.
أخبرني عبد الله بن حامد إجازة قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله المزني قال: حدثنا عبد الله ابن غنام النخعي قال: حدثنا أبو كريب قال: حدثنا عبيد بن سعيد، عن شعبة، عن أبي
(٢٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 ... » »»