تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٩ - الصفحة ٢٤٧
ودليل تأويل السلف من المفسرين ما أخبرنا أبو سفيان الحسن بن عبد الله الدهقان قال: حدثنا الحسن بن إسماعيل بن خلف الخياط قال: حدثنا أبو بكر محمد بن الفرج المعدل قال: حدثنا محمد بن عبيد بن عبد الملك قال: حدثنا سفيان بن محمد أبو محمد (ابن أخت سفيان الثوري) عن عبد الملك بن ملك التميمي عن عبد الله بن خليفة عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله عز وجل أنزل أربع بركات من السماء إلى الأرض: فأنزل الحديد، والنار، والماء والملح).
" * (فيه بأس شديد) *)، قوة شديدة، يعني: السلاح والكراع، " * (ومنافع للناس) *) مما يستعملونها في مصالحهم ومعايشهم؛ إذ هو آلة لكل صنعة. " * (وليعلم الله) *)، يعني: أرسلنا رسلنا، وأنزلنا معهم هذه الأشياء؛ ليعامل الناس بالحق والعدل وليرى سبحانه " * (من ينصره) *) أي دينه " * (ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز) *)) .
* (ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا فى ذريتهما النبوة والكتاب فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون * ثم قفينا علىءاثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم وءاتيناه الإنجيل وجعلنا فى قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغآء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها فئاتينا الذين ءامنوا منهم أجرهم وكثير منهم فاسقون * ياأيها الذين ءامنوا اتقوا الله وءامنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم * لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شىء من فضل الله وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشآء والله ذو الفضل العظيم) *) 2 " * (ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون ثم قفينا على آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى بن مريم وآتيناه الإنجيل وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه) *) على دينه " * (رأفة ورحمة) *) والرأفة أشد الرقة " * (ورهبانية ابتدعوها) *) من قبل أنفسهم " * (ما كتبناها) *) فرضناها وأوجبناها " * (عليهم إلا ابتغاء) *) يعني: ولكنهم ابتغوا " * (رضوان الله) *) بتلك الرهبانية " * (فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم) *)، وهم أهل الرأفة والرحمة والرهبانية التي ابتدعوها طلبا لرضا الله " * (وكثير منهم فاسقون) *) يعني الذين لم يرعوا الرهبانية حق رعايتها وكفروا بدين عيسى وتهودوا وتنصروا. وبنحو ما فسرنا ورد فيه الآثار.
وقال ابن مسعود: كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم على حمار، فقال لي: (يا بن أم عبد، هل تدري من أين اتخذت بنو إسرائيل الرهبانية؟). قلت: الله ورسوله أعلم
(٢٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 ... » »»