تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٩ - الصفحة ١٣٠
2 (* (وأقبل بعضهم على بعض يتسآءلون * قالوا إنا كنا قبل فىأهلنا مشفقين * فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم * إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم * فذكر فمآ أنت بنعمة ربك بكاهن ولا مجنون * أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون * قل تربصوا فإنى معكم من المتربصين * أم تأمرهم أحلامهم بهاذآ أم هم قوم طاغون * أم يقولون تقوله بل لا يؤمنون * فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين * أم خلقوا من غير شىء أم هم الخالقون * أم خلقوا السماوات والارض بل لا يوقنون * أم عندهم خزآئن ربك أم هم المسيطرون * أم لهم سلم يستمعون فيه فليأت مستمعهم بسلطان مبين * أم له البنات ولكم البنون * أم تسئلهم أجرا فهم من مغرم مثقلون * أم عندهم الغيب فهم يكتبون * أم يريدون كيدا فالذين كفروا هم المكيدون * أم لهم إلاه غير الله سبحان الله عما يشركون * وإن يروا كسفا من السمآء ساقطا يقولوا سحاب مركوم * فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذى فيه يصعقون * يوم لا يغنى عنهم كيدهم شيئا ولا هم ينصرون * وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك ولاكن أكثرهم لا يعلمون * واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا وسبح بحمد ربك حين تقوم * ومن اليل فسبحه وإدبار النجوم) *) 2 " * (وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون) *) يسأل بعضهم بعضا قال ابن عباس: إذا بعثوا من قبورهم، وقال غيره: في الجنة وهو الأصوب لقوله سبحانه " * (قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين) *) خائفين من عذاب الله " * (فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم) *) قال الحسن: السموم: اسم من أسماء جهنم.
أخبرني ابن فنجويه قال: حدثنا أبو بكر بن مالك، قال: حدثنا عبد الله، قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أنس بن عياض، قال: حدثني شيبة بن نصاح عن القاسم بن محمد قال: غدوت يوما وكنت إذا غدوت بدأت بعائشة خ أسلم عليها، فوجدتها ذات يوم تصلي السبحة وهي تقرأ " * (فمن الله علينا و وقانا عذاب السموم) *) وترددها وتبكي، فقمت حتى مللت ثم ذهبت إلى السوق بحاجتي ثم رجعت فإذا هي تقرأ وترددها وتبكي وتدعو.
" * (إنا كنا من قبل) *) في الدنيا " * (ندعوه) *) نخلص له العبادة " * (إنه) *) قرأ الحسن وأبو جعفر ونافع والكسائي بفتح الألف، أي لأنه، وهو اختيار أبي حاتم، وقرأ الآخرون بالكسر على الابتداء، وهو اختيار أبي عبيدة " * (هو البر) *) قال ابن عباس: اللطيف، وقال الضحاك: الصادق فيما وعد * (الرحيم) * * (فذكر) *) يا محمد " * (فما أنت بنعمة ربك) *) أي برحمته وعصمته " * (بكاهن) *) يبتدع القول ويخبر بما في غد من غير وحي، والكاهن: الذي يقول: إن معي قرينا من الجن.
(١٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 ... » »»