تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٩ - الصفحة ١٢٧
وأصل المور الاختلاف والاضطراب، قال رؤبة:
مسودة الأعضاد من وشم العرق مائرة الضبعين مصلات العنق أي مضطربة العضدين.
" * (وتسير الجبال سيرا) *) فتزول عن أماكنها وتصير هباء منبثا.
" * (فويل يومئذ للمكذبين) *) وإنما أدخل الفاء في قوله " * (فويل) *)؛ لأن في الكلام معنى المجاراة مجازه: إذا كان هذا فويل يومئذ للمكذبين.
" * (الذين هم في خوض) *) باطل " * (يلعبون) *) غافلين جاهلين ساهين لاهين.
" * (يوم يدعون) *) يدفعون " * (إلى نار جهنم دعا) *) دفعا ويزعجون إليها إزعاجا، وذلك أن خزنة النار يغلون أيديهم إلى أعناقهم ويجمعون نواصيهم إلى أقدامهم ثم يدفعونهم إلى النار دفعا على وجوههم، وتجافى أقفيتهم حتى يردوا النار.
وقرأ أبو رجاء العطاردي " * (يوم يدعون إلى النار دعاء) *) بالتخفيف من الدعاء. قالوا: فإذا دنوا من النار قالت لهم الخزنة:
* (هذه النار التي كنتم بها تكذبون أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون) * * (اصلوها) *) ادخلوها " * (فاصبروا أو لا تصبروا سواء عليكم إنما تجزون ما كنتم تعملون إن المتقين في جنات ونعيم فاكهين) *) ذوي فاكهة كثيرة، وفكهين: معجبين ناعمين.
" * (بما آتاهم ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم) *) ثم يقال لهم: " * (وكلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون متكئين على سرر مصفوفة) *) قد صف بعضها إلى بعض، وقوبل بعضها ببعض " * (وزوجناهم بحور عين والذين آمنوا واتبعتهم) *) قرأ أبو عمرو (وأتبعناهم) بالنون والألف (ذرياتهم) بالألف فيهما، وكسر التائين لقوله: * (ألحقنا) * * (وما ألتناهم) *) ليكون الكلام على نسق واحد، وقرأ الآخرون " * (واتبعتهم) *) بالتاء من غير ألف ثم اختلفوا في قوله: " * (ذريتهم ) *)، وقرأ أهل المدينة الأولى بغير ألف وضم التاء، والثانية بالألف وكسر التاء، وقرأ أهل الشام بالألف فيهما وكسر تاء الثانية، وهو اختيار يعقوب وأبي حاتم، وقرأ الآخرون بغير ألف فيهما وفتح تاء الثانية، وهو اختيار أبي عبيد.
واختلف المفسرون في معنى الآية، فقال قوم: معناها والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم التي بلغت الإيمان " * (بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم) *) الصغار الذين لم يبلغوا الإيمان، وهو قول الضحاك ورواية العوفي عن ابن عباس. فأخبر الله سبحانه وتعالى أنه يجمع لعبده المؤمن ذريته في الجنة
(١٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 ... » »»