تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٩ - الصفحة ١٢٨
كما كان يحب في الدنيا أن يجتمعوا له، ويدخلهم الجنة بفضله ويلحقهم بدرجته، بعمل الأب من غير أن ينقص الآباء من أجور أعمالهم شيئا فذلك قوله سبحانه: " * (وما ألتناهم من عملهم من شيء) *) يعني الآباء، والهاء والميم راجعان إلى قوله: " * (والذين آمنوا) *)، والألت: النقص والبخس.
أخبرني الحسن بن محمد بن عبد الله الحديثي، قال: حدثنا سعيد بن محمد بن إسحاق الصيرفي قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا جنادة بن المفلس، قال: حدثنا قيس بن الربيع، قال: حدثنا عمرو بن المسرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله يرفع ذرية المؤمن معه في درجته في الجنة وإن كانوا دونه في العمل لتقر بهم عينه) ثم قرأ " * (والذين آمنوا واتبعتهم ذرياتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء) *) قال: (ما نقصنا الآباء بما أعطينا (البنين)).
وأخبرنا الحسن بن محمد قال: حدثنا أحمد بن محمد بن علي بن الحسن الهمداني، قال: حدثنا أبو عبد الله عمر بن نصر البغدادي ببردعة، قال: حدثنا محمد بن عبدالرحمن بن غزوان، قال: حدثنا شريك بن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، قال: أظنه ذكره عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (إذا دخل أهل الجنة الجنة فسأل عن أبويه وزوجته وولده، فيقال: إنهم لم يدركوا ما أدركت، فيقول: عملت لي ولهم، فيؤمر بإلحاقهم به) وتلا ابن عباس: " * (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذرياتهم) *).
وأخبرنا ابن فنجويه قال: حدثنا القطيعي قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن فضيل عن محمد بن عثمان عن زاذان عن علي قال: سألت خديجة النبى صلى الله عليه وسلم عن ولدين ماتا في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (هما في النار) قال: فلما رأى الكراهية في وجهها قال: (لو رأيت مكانهما لأبغضتهما) قالت: يا رسول الله فولداي منك؟
قال: (في الجنة).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن المؤمنين وأولادهم في الجنة، وإن المشركين وأولادهم في النار) ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم " * (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم
(١٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 ... » »»