تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٨ - الصفحة ١٨١
وقال القتيبي: والعرب تقول: هم في عز ثابت الأوتاد، وملك ثابت الأوتاد. يريدون أنه دائم شديد، وأصل هذا أن البيت من بيوتهم بأوتاده.
قال الأسود بن يعفر: في ظل ملك ثابت الأوتاد.
وقال الضحاك: ذو القوة والبطش.
وقال الحلبي ومقاتل: كان يعذب الناس بالأوتاد، وكان إذا غضب على أحد مده مستلقيا بين أربعة أوتاد كل رجل منه إلى سارية وكل يد منه إلى سارية، فيتركه كذلك في الهواء بين السماء والأرض حتى يموت.
وقال مقاتل بن حيان: كان يمد الرجل مستلقيا على الأرض ثم يشده بالأوتاد.
وقال السدي: كان يمد الرجل ويشده بالأوتاد ويرسل عليه العقارب والحيات.
وقال قتادة وعطاء: كانت له أوتاد وأرسال وملاعب يلعب عليها بين يديه.
" * (وثمود وقوم لوط وأصحاب الأيكة أولئك الأحزاب إن كل) *) ما كل منهم " * (إلا كذب الرسل فحق عقاب) *) فوجب عليهم ونزل بهم عذابي " * (وما ينظر) *) ينتظر " * (هؤلاء) *) يعني كفار مكة " * (إلا صيحة واحدة) *) وهي نفخة القيامة.
وقد روي هذا التفسير مرفوعا إلى النبي (عليه السلام).
" * (ما لها من فواق) *).
قال ابن عباس وقتادة: من رجوع. الوالبي: يزداد. مجاهد: نظرة. الضحاك: مستوية.
وفيه لغتان: (فواق) بضم الفاء وهي لغة تميم، وقراءة يحيى والأعمش وحمزة والكسائي وخلف. و (فواق) بالفتح وهي لغة قريش، وقراءة سائر القراء واختيار أبي عبيد.
قال الكسائي: هما لغتان بمعنى واحد، كما يقال حمام المكوك وحمامه، وقصاص الشعر وقصاصه.
وفرق الآخرون بينهما.
قال أبو عبيدة والمؤرخ: بالفتح بمعنى الراحة والإفاقة كالجواب من الإجابة، ذهبا به إلى إفاقة المريض من علته، و (الفواق) بالضم ما بين الحلبتين، وهو أن يحلب الناقة ثم تترك ساعة حتى يجتمع اللبن فما بين الحلبتين فواق.
فاستعير في موضع الانتظار مدة يسيرة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من رابط فواق ناقة في سبيل الله حرم الله جسده على النار).
(١٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 ... » »»