تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٨ - الصفحة ١٧٠
حين * وأبصرهم فسوف يبصرون * أفبعذابنا يستعجلون * فإذا نزل بساحتهم فسآء صباح المنذرين * وتول عنهم حتى حين * وأبصر فسوف يبصرون * سبحان ربك رب العزة عما يصفون * وسلام على المرسلين * والحمد لله رب العالمين) *) 2 " * (وإن يونس لمن المرسلين إذ أبق) *). هرب " * (إلى الفلك المشحون) *)، قال ابن عباس ووهب: كان يونس (عليه السلام) قد وعد قومه العذاب فلما تأخر العذاب عنهم خرج كالمنشور منهم، فقصد البحر وركب السفينة، فاحتبست السفينة، فقال الملاحون: ها هنا عبد أبق من سيده، وهذا رسم السفينة إذا كان فيه آبق لا تجري. فاقترعوا، فوقعت القرعة على يونس، فقالوا: ألا نلقيه في الماء؟ واقترعوا ثانيا وثالثا فوقعت القرعة على يونس، فقال: (أنا الآبق) وزج نفسه في الماء، فذلك قوله سبحانه: " * (فساهم) *): فقارع، والمساهمة: إلقاء السهام على جهة القرعة. " * (فكان من المدحضين) *) المقروعين المخلوعين المغلوبين.
" * (فالتقمه) *): فابتلعه والتقمة " * (الحوت) *) وأوحى الله سبحانه إليه أني جعلت بطنك سجنا ولم أجعله لك طعاما، " * (وهو مليم) *) مذنب، قد أتى بما يلام عليه.
" * (فلولا أنه كان من المسبحين) *) المنزهين الذاكرين لله سبحانه قبل ذلك في حال الرخاء، وقال ابن عباس: من المصلين، وقال مقاتل: من المصلحين المطيعين قبل المعصية، وقال وهب: من العابدين، وقال سعيد بن جبير: يعني قوله " * (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) *) وقال الحسن: ما كانت له صلاة في بطن الحوت ولكنه قدم عملا صالحا، " * (للبث في بطنه إلى يوم يبعثون) *) لصار بطن الحوت قبرا له إلى يوم القيامة.
" * (فنبذناه) *): طرحناه " * (بالعراء) *) قال الكلبي: يعني وجه الأرض. مقاتل بن حيان: يعني ظهر الأرض. مقاتل بن سليمان بالبراري من الأرض. الأخفش بالفناء الفراء بالأرض الواسعة. السدي: بالساحل، وأصل العراء الأرض الخالية عن الشجر والنبات، ومنه قيل للمتجرد: عريان. قال الشاعر:
(ترك الهام... بالعراء صار للخير حاصر العبقا) " * (وهو سقيم) *) عليل كالفرخ الممغط، واختلفوا في المدة التي لبث يونس (عليه السلام) في بطن الحوت، فقال مقاتل بن حيان: ثلاثة أيام. عطاء: سبعة أيام، ضحاك: عشرين يوما. السدي والكلبي ومقاتل بن سليمان: أربعين يوما.
(١٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 ... » »»