تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٨ - الصفحة ١٣٦
أخبرني الحسين قال: حدثنا أحمد بن محمد بن إسحاق المسيبي قال: حدثنا حامد بن شعيب قال: حدثنا شريح بن يونس قال: حدثنا أبو سفيان عن معمر عن قتادة: " * (وما علمناه الشعر) *) قال: بلغني أن عائشة سئلت هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمثل بشيء من الشعر؟ فقالت: كان الشعر أبغض الحديث إليه، قالت: ولم يتمثل بشيء من الشعر إلا ببيت أخي بني قيس طرفة:
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ويأتيك بالأخبار من لم تزود فجعل يقول: (من لم تزود بالأخبار)، فقال أبو بكر: ليس هكذا يا رسول الله. فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (إني لست بشاعر، وما ينبغي لي).
" * (إن هو) *) يعني القرآن " * (إلا ذكر وقرآن مبين لينذر) *) بالتاء (وهي قراءة) أهل المدينة والشام والبصرة إلا أبا عمرو، والباقون بالياء؛ قال: التاء للنبي صلى الله عليه وسلم والياء للقرآن. " * (من كان حيا) *) أي عاقلا مؤمنا في علم الله؛ لأن الكافر والجاهل ميت الفؤاد، " * (ويحق القول على الكافرين أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا) *) يعني عملناه من غير واسطة ولا وكالة ولا شركة، " * (أنعاما فهم لها مالكون) *): ضابطون وقاهرون.
" * (وذللناها لهم) *): سخرناها " * (فمنها ركوبهم) *) قرأ العامة بفتح الراء أي مركوبهم، كما يقال: ناقة حلوب، أي محلوب، وقرأ الأعمش والحسن: بضم الراء على المصدر.
أخبرني ابن فنجويه قال: حدثنا ابن حمدان قال: حدثنا ابن هامان قال: حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن عروة قال: في مصحف عائشة: (ركوبتهم)، والركوب والركوبة واحد مثل: الحمول والحمولة. " * (ومنها يأكلون) *) لحمانها.
" * (ولهم فيها منافع) *) من أصوافها ولحومها وغير ذلك من المنافع. " * (ومشارب) *) يعني ألبانها " * (أفلا يشكرون واتخذوا من دون الله آلهة لعلهم ينصرون) *) أي لتمنعهم من عذاب الله، ولا يكون ذلك قط.
" * (لا يستطيعون نصرهم وهم لهم جند محضرون) *) في النار؛ لأنهم مع أوثانهم في النار فلا يدفع بعضهم عن بعض النار.
" * (فلا يحزنك قولهم) *) يعني تكذيبهم وأذاهم وجفاهم. تم الكلام ها هنا ثم استأنف فقال
(١٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 ... » »»