تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٧ - الصفحة ٨٥
داخل عليهم، يقول العرب: اذهب فاستأنس هل ترى أحدا في الدار؟ أي انظر هل ترى فيها أحدا؟
ويروى أن أبا موسى الأشعري أتى منزل عمر بن الخطاب ذ فقال: السلام عليكم أأدخل؟
فقال عمر: واحدة، فقال أبو موسى: السلام عليكم أأدخل؟ فقال عمر: ثنتان، قال أبو موسى: السلام عليكم أأدخل؟ ومر، فوجه عمر بن الخطاب رضي الله عنه خلفه من رده فسأله عن صنيعه فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (الاستيذان ثلاثة فإن أذنوا وإلا فارجع).
فقال عمر: لتأتيني بالبينة أو لاعاقبنك، فانطلق أبو موسى فأتاه بمن سمع ذلك معه.
وعن عطاء بن يسار أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم أستأذن على امي؟ قال: (نعم)، قال: (إنها ليس لها خادم غيري أفأستأذن كلما دخلت؟ قال: (أتحب أن تراها عريانة)؟ قال الرجل: لا، قال: (فاستأذن عليها).
وأخبرني الحسين بن محمد بن فنجويه قال: حدثنا موسى بن محمد بن علي قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن وهب قال: حدثنا محمد بن حميد قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من اطلع في بيت بغير إذنهم فقد حل لهم ان يفقأوا عينه).
وأخبرني ابن فنجويه قال: حدثنا ابن شبه قال: حدثنا الحضرمي قال: حدثنا أبو بكر قال: حدثنا ابن عيينة عن الزهري أنه سمع سهل بن سعد يقول: اطلع رجل في حجرة من حجر النبي صلى الله عليه وسلم ومعه مدرى يحك به رأسه، فقال: (لو أعلم أنك تنظر لطعنت به في عينيك، إنما الاستيذان من النظر).
" * (فإن لم تجدوا فيها) *) أي في البيوت " * (أحدا) *) يأذن لكم في دخولها " * (فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم وان قيل لكم ارجعوا فارجعوا) *) ولا تقفوا على أبوابهم ولا تلازموها " * (هو) *) أي الرجوع " * (أزكى) *) أطهر وأصلح " * (لكم والله بما تعملون عليم) *).
فلما نزلت هذه الآية قال أبو بكر: يا رسول الله أرأيت الخانات والمساكن في طرق الشام
(٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 ... » »»