فقالت: يا رسول الله إني أكون في بيتي على حال لا أحب أن يراني عليها أحد والد ولا ولد، فيأتي الأب فيدخل علي، وإنه لا يزال يدخل علي رجل من أهلي وأنا على تلك الحال فكيف أصنع؟ فنزلت هذه الآية " * (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها) *) الآية.
وقال بعض المفسرين: حتى تستأنسوا أي تستأذنوا.
وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال: إنما هو حتى تستأذنوا ولكن أخطأ الكاتب، وكان أبي بن كعب وابن عباس والأعمش يقرأونها كذلك حتى تستأذنوا، وفي الآية تقديم وتأخير تقديرها: حتى تسلموا على أهلها وتستأذنوا، وكذلك هو في مصحف ابن مسعود وهو أن يقول: السلام عليكم أأدخل؟
روى يونس بن عبيد عن عمرو بن سعيد الثقفي أن رجلا استأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أألج فقال النبي صلى الله عليه وسلم لامرأة يقال لها روضة: قومي إلى هذا فعلميه فإنه لا يحسن يستأذن فقولي له: تقول: السلام عليكم أأدخل؟ فسمعها الرجل فقالها، فقال: ادخل.
وقال مجاهد والسدي: هو التنحنح والتنخم.
روى الأعمش عن عمرو بن مرة عن يحيى بن الخزاز عن ابن أخي زينب امرأة ابن مسعود عن زينب قالت: كان عبد الله إذا جاء من حاجة فانتهى إلى الباب تنحنح وبزق كراهية أن يهجم منها على أمر يكرهه.
عكرمة: هو التسبيح والتكبير ونحو ذلك.
أخبرني أبو عبد الله بن فنجويه قال: حدثنا أبو بكر بن خرجة قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال: حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن واصل بن السائب عن أبي أيوب الأنصاري قال: قلنا يا رسول الله ما الاستيناس الذي يريد الله سبحانه " * (حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها) *) قال: يتكلم الرجل بالتكبيرة والتسبيحة والتحميدة، يتنحنح يؤذن أهل البيت.
وقال الخليل: الاستيناس: الاستبصار من قوله " * (آنست نارا) *).
وقال أهل المعاني: الاستيناس: طلب الأنس وهو أن ينظر هل في البيت أحد يؤذنه أنه