تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٧ - الصفحة ٨٢
واختلف العلماء في حكم الآية، فقال قوم: هي لعائشة وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم خاصة دون سائر المؤمنات.
أخبرني الحسين بن محمد بن الحسين قال: حدثنا هارون بن محمد بن هارون قال: حدثنا محمد بن عبد العزيز قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني قال: حدثنا هشام عن العوام بن حوشب قال: حدثنا شيخ من بني كاهل قال: فسر ابن عباس سورة النور، فلما أتى على هذه الآية " * (ان الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات) *) إلى آخر الآية، قال: هذه في شأن عائشة وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم خاصة، وهي مبهمة ليس فيها توبة، ومن قذف امرأة مؤمنة فقد جعل الله سبحانه له توبة، ثم قرأ " * (والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء) *) إلى قوله " * (إلا الذين تابوا من بعد ذلك واصلحوا) *) فجعل لهؤلاء توبة ولم يجعل لأولئك توبة، قال: فهم رجل أن يقوم فيقبل رأسه من حسن ما فسره.
وقال آخرون: نزلت هذه الآية في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فكان ذلك كذلك حتى نزلت الآية التي في أول السورة " * (والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء) *) إلى " * (فإن الله غفور رحيم) *) فأنزل الله له الجلد والتوبة، فالتوبة تقبل والشهادة ترد.
وأخبرني ابن فنجويه قال: حدثنا ابن حيان قال: حدثنا إسحاق بن محمد قال: حدثنا أبي قال: حدثنا إبراهيم بن عيسى قال: حدثنا علي بن علي عن أبي حمزة الثمالي قال: بلغنا أنها نزلت في مشركي أهل مكة إذ كان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد، فكانت المرأة إذا خرجت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة مهاجرة قذفها المشركون من أهل مكة وقالوا: إنما خرجت تفجر.
" * (يوم تشهد عليهم) *) قرأه العامة بالتاء، وقرأ أهل الكوفة إلا عاصما بالياء لتقدم الفعل.
" * (ألسنتهم) *) وهذا قبل أن يختم على أفواههم، وقيل: معناه: يشهد ألسنة بعضهم على بعض " * (وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون) *) في الدنيا " * (يومئذ يوفيهم الله دينهم) *) جزاءهم وحسابهم " * (الحق) *) قرأه العامة بنصب القاف، وقرأ مجاهد الحق بالرفع على نعت الله وتصديقه، قراءة أبي يوفهم الله الحق دينهم.
" * (ويعلمون أن الله هو الحق المبين) *) يبين لهم حقيقة ما كان يعدهم في الدنيا.
" * (الخبيثات للخبيثين) *) الآية. قال أكثر المفسرين: الخبيثات من القول للخبيثين من الناس " * (والخبيثون) *) من الناس " * (للخبيثات) *) من القول " * (والطيبات) *) من القول " * (للطيبين) *) من الناس " * (والطيبون) *) من الناس " * (للطيبات) *) من القول.
وقال ابن زيد: الخبيثات من النساء للخبيثين من الرجال، والخبيثون من الرجال للخبيثات من النساء، والطيبات من النساء للطيبين من الرجال، والطيبون من الرجال للطيبات من النساء.
(٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 ... » »»