تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٧ - الصفحة ٧٩
أبي رئيسهم: من هذه؟ قالوا: عائشة: قال: والله ما نجت منه ولا نجا منها، وقال: امرأة نبيكم باتت مع رجل حتى أصبحت، ثم جاء يقودها، وشرع في ذلك أيضا حسان ومسطح وحمنة فهم الذين تولوا كبره، ثم فشا ذلك في الناس.
" * (لولا) *) هلا " * (إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم) *) بإخوانهم " * (خيرا) *).
قال الحسن: بأهل دينهم لأن المؤمنين كنفس واحدة، نظيره قوله " * (ولا تقتلوا أنفسكم) *) وقوله " * (فسلموا على أنفسكم) *).
قال بعض أهل المعاني: تقدير الآية هلا ظننتم كما ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا.
وقيل: أراد بأنفسهم أهاليهم وأزواجهم، وقالوا: أراد بهذه الآية أبا أيوب الأنصاري وامرأته أم أيوب.
روى محمد بن إسحاق بن يسار عن رجاله أن أبا أيوب خالد بن يزيد قالت له امرأته أم أيوب: يا أبا أيوب أما تسمع ما يقول الناس في عائشة؟
قال: بلى وذلك الكذب أكنت، فاعلة ذلك يا أم أيوب؟
قالت: لا والله ما كنت لأفعله. قال: فعائشة والله خير منك، سبحان الله هذا بهتان عظيم، فأنزل الله سبحانه " * (لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات) *) الآيات، أي كما فعل أبو أيوب وصاحبته وكما قالا.
وقوله " * (وقالوا هذا إفك مبين) *) أي كذب بين " * (لولا جاؤوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم فيما أفضتم) *) خضتم " * (فيه) *) من الإفك " * (عذاب عظيم إذ تلقونه بألسنتكم) *) تأخذونه تروونه بعضكم عن بعض، وقرأ (أبي وابن مسعود: إذ تتلقونه بتاءين)، وقرأت عائشة: تلقونه بكسر اللام وتخفيف القاف من الكذب، والولق والألق والالق والليق الكذب.
قال الخليل: أصل الولق السرعة وأنشد:
جاؤوا بأسراب من الشام ولق
(٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 ... » »»