وأخبرني الحسين بن محمد، عن أحمد بن جعفر بن حمدان، عن يوسف بن عبد الله عن موسى ابن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، عن أنس أن لقمان كان عند داود (عليه السلام) وهو يسرد درعا فجعل لقمان يتعجب مما يرى، ويريد أن يسأله، ويمنعه حكمه عن السؤال، فلما فرغ منها وجاء بها وصبها قال: نعم درع الحرب هذه فقال لقمان: إن من الحكم الصمت وقليل فاعله.
(وأخبرني الحسين بن محمد بن ماهان عن علي بن محمد الطنافسي) قال: أخبرني أبو أسامة ووكيع قالا: أخبرنا سفيان، عن أبيه، عن عكرمة قال: كان لقمان من أهون مملوكيه على سيده. قال: فبعثه مولاه في رقيق له إلى بستان له ليأتوه من ثمره، فجاؤوا وليس معهم شيء، وقد أكلوا الثمر، وأحالوا على لقمان. فقال لقمان لمولاه: إن ذا الوجهين لا يكون عند الله أمينا، فاسقني وإياهم ماء حميما ثم أرسلنا فلنعد، ففعل، فجعلوا يقيئون تلك الفاكهة وجعل لقمان يقيء ماء، فعرف صدقه وكذبهم.
قال: أول ما روي من حكمته، أنه بينا هو مع مولاه، إذ دخل المخرج فأطال فيه الجلوس، فناداه لقمان: إن طول الجلوس على الحاجة ينجع منه الكبد، ويورث الباسور، ويصعد الحرارة إلى الرأس، فاجلس هونا، وقم هونا، قال: فخرج وكتب حكمته على باب (الحش).
قال: وسكر مولاه يوما فخاطر قوما على أن يشرب ماء بحيرة، فلما أفاق عرف ما وقع فيه فدعا لقمان فقال: لمثل هذا كنت اجتبيتك، فقال: اخرج كرسيك وأباريقك ثم اجمعهم، فلما اجتمعوا قال: على أي شيء خاطرتموه؟ قالوا: على أن يشرب ماء هذه البحيرة، قال: فإن لها مواد إحبسوا موادها عنها، قالوا: وكيف نستطيع أن نحبس موادها عنها؟ قال لقمان: وكيف يستطيع شربها ولها مواد؟
وأخبرني الحسين بن محمد، عن عبيد الله بن محمد بن شنبه، عن علي بن محمد بن ماهان، عن علي بن محمد الطنافسي قال: أخبرني أبو الحسين العكلي (عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن داود بن عمر، عن إسماعيل بن عياش عن عبد الله بن دينار أن لقمان قدم من سفر،) فلقي غلامه في الطريق، فقال: ما فعل أبي؟ قال: مات، قال: الحمد لله، ملكت