تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٧ - الصفحة ٣٢١
بما تعملون خبير * ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه الباطل وأن الله هو العلى الكبير * ألم تر أن الفلك تجرى فى البحر بنعمت الله ليريكم من ءاياته إن فى ذلك لايات لكل صبار شكور * وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد وما يجحد بئاياتنآ إلا كل ختار كفور * ياأيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوما لا يجزى والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحيواة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور * إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما فى الارحام وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا وما تدرى نفس بأى أرض تموت إن الله عليم خبير) *) 2 قوله: " * (ومن يسلم وجهه إلى الله) *) أي يخلص دينه لله ويفوض أمره إليه، وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي (يسلم) بالتشديد، وقراءة العامة بالتخفيف من الإسلام وهو الاختيار لقوله: " * (بلى من أسلم وجهه لله) *) وأشباه ذلك.
" * (وهو محسن) *) في عمله " * (فقد استمسك بالعروة الوثقى) *) أي: اعتصم بالطريق الأوثق الذي لا يخاف انقطاعه. وقال ابن عباس: هي: * (لا إله إلا الله) * * (وإلى الله عاقبة الامور) *) يعني مرجعها. " * (ومن كفر فلا يحزنك كفره إلينا مرجعهم فننبئهم بما عملوا إن الله عليم بذات الصدور نمتعهم) *) نعمرهم ونمهلهم " * (قليلا ثم نضطرهم) *) نلجئهم، ونردهم * (إلى عذاب غليظ) * * (ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون لله ما في السماوات والارض إن الله هو الغنى الحميد) *).
قوله عز وجل: " * (ولو أنما في الارض من شجرة أقلام) *) الآية. قال المفسرون: سألت اليهود رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الروح فأنزل الله بمكة: " * (ويسألونك عن الروح) *) الآية، فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة أتاه أحبار اليهود، فقالوا: يا محمد بلغنا عنك أنك تقول: وما أوتيتم من العلم إلا قليلا، أفعنيتنا أم قومك؟ فقال (عليه السلام): كلا قد عنيت. قالوا: ألست تتلوا فيما جاءك: إنا قد أوتينا التوراة وفيها علم كل شيء؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هي في علم الله قليل وقد آتاكم الله ما إن عملتم به انتفعتم. قالوا: يا محمد كيف تزعم هذا وأنت تقول: " * (ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا) *) فكيف يجتمع هذا قليل وخير كثير؟ فأنزل الله: " * (ولو أنما في الارض من شجرة أقلام) *) أي بريت
(٣٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 316 317 318 319 320 321 322 323 324 325 326 ... » »»