تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٧ - الصفحة ٣١٢
تصعر خدك للناس ولا تمش فى الارض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور * واقصد فى مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الاصوات لصوت الحمير * ألم تروا أن الله سخر لكم ما فى السماوات وما فى الارض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ومن الناس من يجادل فى الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير * وإذا قيل لهم اتبعوا مآ أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه ءابآءنا أولو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير) *) 2 قوله: " * (ولقد ءاتينا لقمن الحكمة) *) يعني العقل والعلم والعمل به والإصابة في الأمور.
قال محمد بن إسحاق بن يسار: وهو لقمان بن باعور بن باحور بن تارخ وهو آزر، وقال وهب: كان ابن أخت أيوب. وقال مقاتل: ذكر أن لقمان كان ابن خالة أيوب.
قال الواقدي: كان قاضيا في بني إسرائيل، واتفق العلماء على أنه كان حكيما ولم يكن نبيا إلا عكرمة فإنه قال: كان لقمان نبيا، تفرد بهذا القول.
حدثنا أبو منصور الجمشاذي قال: حدثني أبو عبد الله محمد بن يوسف، عن الحسين بن محمد، عن عبد الله بن هاشم، عن وكيع عن إسرائيل، عن جابر، عن عكرمة قال: كان لقمان نبيا. وقال بعضهم: خير لقمان بين النبوة والحكمة، فاختار الحكمة.
وروى عبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه يقول: (حقا أقول لم يكن لقمان نبيا ولكن عبد صمصامة كثير التفكير، حسن اليقين، أحب الله فأحبه وضمن عليه بالحكمة).
(وروي أن لقمان في ابتداء أمره) كان نائما نصف النهار إذ جاءه نداء: يا لقمان هل لك أن يجعلك الله خليفة في الأرض تحكم بين الناس بالحق؟ فأجاب الصوت فقال: إن خيرني ربي قبلت العافية ولم أقبل البلاء، وإن عزم علي فسمعا وطاعة. فإني أعلم إن فعل ذلك بي عصمني وأعانني، فقالت الملائكة بصوت لا يراهم: لم يا لقمان؟ قال: لأن الحاكم بأشد المنازل وأكدرها يغشاه الظلم من كل مكان إن (وفى فبالحري) أن ينجو، وإن أخطأ أخطأ طريق الجنة، ومن يكن في الدنيا ذليلا (وفي الآخرة شريفا) خير من أن يكون) في الدنيا) شريفا (وفي الآخرة ذليلا).
ومن تخير الدنيا على الآخرة تفته الدنيا ولا يصيب الآخرة، فعجبت الملائكة من حسن منطقه فنام نومة فأعطي الحكمة. فانتبه يتكلم بها.
(٣١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 317 ... » »»