تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٧ - الصفحة ٣١٩
به عن خطاياه، وجعلت له ثلث ماله ليكفر به عنه من خطاياه وسترت عليه سوء عمله الذي لو قد أبديته للناس لنبذه أهله فما سواهم.
وقال محمد بن علي الترمذي: النعمة الظاهرة: " * (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي) *) والباطنة قوله: " * (ورضيت لكم الاسلام دينا) *).
(الحرث بن أسد المحاسبي): الظاهرة نعيم الدنيا، والباطنة نعيم العقبى. عمرو بن عثمان الصدفي: الظاهرة تخفيف الشرائع والباطنة تضعيف الصنائع.
وقيل: الظاهرة الجزاء، والباطنة الرضا. سهل بن عبد الله: الظاهرة اتباع الرسول، والباطنة محبته. وقيل: الظاهرة تسوية الظواهر والباطنة تصفية السرائر. وقيل: الظاهرة التبيين، بيانه قوله تعالى: * (يبين الله لكم أن تضلوا) * * (ويبين آياته للناس) *) والباطنة التزين قوله: " * (وزينه في قلوبكم) *) وقيل: الظاهرة الرزق المكتسب، والباطنة الرزق من حيث لا يحتسب.
وقيل: الظاهرة المدخل للغذاء، والباطنة المخرج للأذى. وقيل: الظاهرة الجوارح، والباطنة المصالح. وقيل: الظاهرة الخلق، والباطنة الخلق. وقيل الظاهرة التنعيم، بيانه قوله: " * (أنعمت عليهم) *) والباطنة التعليم. قوله: " * (ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون) *) وقيل: الظاهرة ما أعطى وحبا من النعماء، وقيل الباطنة: ما طوي وزوي من أنواع البلاء، وقيل: الظاهرة الدعوة، بيانه قوله: " * (والله يدعوا الى دار السلام) *) والباطنة الهداية. بيانه قوله: " * (ويهدي من يشاء) *).
وقيل: الظاهرة الإمداد بالملائكة، والباطنة إلقاء الرعب في قلوب الكفار، وقيل: الظاهرة تفصيل الطاعات، وهو أنه ذكر طاعتك واحدة فواحدة وأثنى عليك بها وأثابك عليها، بيانه قوله: " * (التائبون) *) وقوله: " * (قد أفلح المؤمنون) *) وقوله: " * (إن المسلمين والمسلمات) *) إلى آخر الآية. والباطنة إجمال المعاصي وذلك أنه دعاك منها إلى التوبة باسم الإيمان من غير عدها وتفصيلها، بيانه قوله: " * (وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون) *) وقيل: الظاهرة إنزال الأقطار والأمطار، والباطنة إحياء الأقطار والأمصار
(٣١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 314 315 316 317 318 319 320 321 322 323 324 ... » »»