تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٧ - الصفحة ٣٠٦
ابن معبد عن موسى بن أعين، عن بشير بن أبي سليمان، عن عمرو بن مرة عن شهر بن حوشب (عن أم الدرداء) عن أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما من امرئ يرد عن عرض أخيه إلا كان حقا على الله سبحانه أن يرد عنه نار جهنم يوم القيامة)، ثم تلا هذه الآية: * (وكان حقا علينا نصر المؤمنين) * * (الله الذي يرسل الريح فتثير سحابا) *) أخبرني ابن فنجويه عن مخلد الباقر حي، عن الحسن بن علوية، عن إسماعيل بن عيسى، عن إسحاق بن بشر ، أخبرنا إدريس أبو الياس، عن وهب بن منبه: أن الأرض شكت إلى الله عز وجل أيام الطوفان لأن الله عز وجل أرسل الماء بغير وزن ولا كيل فخرج الماء غضبا لله عز وجل فخدش الأرض وخددها فقالت: يارب إن الماء خددني وخدشني، فقال الله عز وجل فيما بلغني والله أعلم إني سأجعل للماء غربالا لا يخددك ولا يخدشك، فجعل السحاب غربال المطر. " * (فيبسطه في السماء كيف يشاء) *) رد الكناية إلى لفظ السحاب لذلك ذكرها. والسحاب جمع كما يقال: هذا تمر جيد " * (ويجعله كسفا) *) قطعا متفرقة. " * (فترى الودق يخرج من خلاله) *) وسطه. وقرأ ابن عباس من خلله. " * (فإذا أصاب به) *) أي بالودق " * (من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون وإن كانوا) *) وقد كانوا " * (من قبل أن ينزل عليهم من قبله لمبلسين) *) وقيل: وما كانوا إلا. قال قطرب والفائدة في تكرار قبل هاهنا أن الأولى للأنزال والثانية للمطر، وقيل على التأكيد، كقول الله عز وجل: " * (لا تحسبن الذين يفرحون بما آتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم) *) كرر تحسبن للتأكيد. وقال الشاعر:
إذا أنا لم أؤمن عليك ولم يكن لقاؤك إلا من وراء وراء وفي حرف ابن مسعود " * (لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا بمفازة من العذاب) *) غير مكرر، وفي حرفه أيضا: " * (وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم لمبلسين) *) غير مكرر.
قوله عز وجل: " * (فانظر إلىءاثار) *) بالألف على الجمع أهل الشام والكوفة. واختلف فيه عن أصم، غيرهم: أثر على الواحد " * (رحمت الله) *) يعني المطر " * (كيف يحي الأرض بعد موتها إن ذلك لمحي الموتى وهو على كل شيء قدير) *) من البعث وغيره.
" * (ولئن أرسلنا ريحا) *) باردة مضرة فأفسدت ما أنبت الغيث " * (فرأوه) *) يعني الزرع والنبات كناية عن غير مذكور " * (مصفرا) *) يابسا بعد خضرته ونضرته " * (لظلوا من بعده يكفرون) *) وقد رأوا هذه الآيات الواضحات، ثم ضرب لهم مثلا فقال: " * (فإنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا
(٣٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 ... » »»