تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٧ - الصفحة ٢٤
ولا يسألك، وعلى هذا القول يكون القانع من القنوع وهو السؤال. قال الشماخ:
لمال المرء يصلحه فيغني مفاقره أعف من القنوع وقال لبيد:
وأعطاني المولى على حين فقره إذا قال أبصر خلتي وقنوعي وقال زيد بن أسلم: القانع: المسكين الذي يطوف ويسأل، والمعتر: الصديق الزائر الذي يعتر بالبدن.
ابن أبي نجيح عن مجاهد: القانع: الطامع، والمعتر: من يعتر بالبدن من غني أو فقير.
ابن زيد: القانع: المسكين، والمعتر الذي يعتر القوم للحمهم وليس بمسكين ولا يكون له ذبيحة، يجيء إلى القوم لأجل لحمهم.
وقرأ الحسن: والمعتري وهو مثل المعتر، يقال: عراه واعتراه إذا أتاه طالبا معروفه.
" * (كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون لن ينال الله لحومها ولا دماؤها) *) وذلك أن أهل الجاهلية كانوا إذا نحروا البدن لطخوا حيطان الكعبة بدمائها فأنزل الله سبحانه " * (لن ينال الله) *) أي لن يصل إلى الله * (لحومها ولا دماؤها) * * (ولكن يناله التقوى منكم) *) أي النية وإلاخلاص وما أريد به وجه الله عز وجل، وقرأ يعقوب تنال وتناله بالتاء، غيره: بالياء.
" * (كذلك) *) هكذا " * (سخرها) *) يعني البدن " * (لكم لتكبروا الله على ما هداكم) *) لإعلام دينه ومناسك حجه وهو أن يقول: الله أكبر على ما هدانا والحمد لله على ما أبلانا وأولانا.
(* (إن الله يدافع عن الذين ءامنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور * أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير * الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوى عزيز * الذين إن مكناهم فى الارض أقاموا الصلواة وآتوا الزكواة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الامور * وإن يكذبوك فقد كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وثمود * وقوم إبراهيم وقوم لوط * وأصحاب مدين وكذب موسى فأمليت للكافرين ثم أخذتهم فكيف كان نكير * فكأين من قرية أهلكناها وهى ظالمة
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»