تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٧ - الصفحة ٣٠٤
من فضله إنه لا يحب الكافرين * ومن ءاياته أن يرسل الرياح مبشرات وليذيقكم من رحمته ولتجرى الفلك بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون * ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجآءوهم بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقا علينا نصر المؤمنين * الله الذى يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه فى السمآء كيف يشآء ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلاله فإذآ أصاب به من يشآء من عباده إذا هم يستبشرون * وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبله لمبلسين * فانظر إلىءاثار رحمة الله كيف يحى الارض بعد موتهآ إن ذلك لمحى الموتى وهو على كل شىء قدير * ولئن أرسلنا ريحا فرأوه مصفرا لظلوا من بعده يكفرون * فإنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعآء إذا ولوا مدبرين * ومآ أنت بهاد العمى عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بئاياتنا فهم مسلمون) *) 2 " * (وإذا أذقنا الناس رحمة فرحوا بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون أولم يروا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إن في ذلك لأيات لقوم يؤمنون فآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ذلك خير للذين يريدون وجه الله وأولائك هم المفلحون) *).
قوله تعالى: " * (وماء ءاتيتم من ربا) *). قرأ ابن كثير (ءاتيتم) مقصور غير ممدود " * (ليربوا في أموال الناس) *). قرأ الحسن وعكرمة وأهل المدينة " * (لتربوا) *) بضم التاء وجزم الواو وعلى الخطاب أي لتربوا أنتم، وهي قراءة ابن عباس واختيار يعقوب وأيوب وأبي حاتم.
وقرأ الآخرون (ليربوا) بياء مفتوحة ونصب الواو وجعلوا الفعل للربا. واختاره أبو عبيد لقوله: " * (فلا يربوا عند الله) *) ولم يقل فلا يربى. واختلف المفسرون في معنى الآية. فقال سعيد ابن جبير ومجاهد وطاووس وقتاده والضحاك: هو الرجل يعطي الرجل العطية ويهدي الهدية ليثاب أكثر منها، فهذا ربا حلال ليس فيه أجر ولا وزر، وهذا للناس عامة، فأما النبي صلى الله عليه وسلم خاصة فكان هذا عليه حراما لقوله عز وجل " * (ولا تمنن تستكثر) *). وقال الشعبي: هو الرجل يلزق بالرجل فيحف له ويخدمه ويسافر معه فيجعل له ربح ماله ليجزيه وإنما أعطاه التماس عونه ولم يرد به وجه الله. وقال النخعي: هذا في الرجل يقول للرجل: لأمولنك فيعطيه مراعاة، وكان الرجل في الجاهلية يعطي ذا القرابة له المال ليكثر ماله، وهي رواية أبي حسين عن ابن عباس. وقال السدي: نزلت في ثقيف كانوا يعطون الربا.
" * (فلا يربوا) *) يزكو " * (عند الله) *) لأنه لم يرد به وجه الله. " * (وما ءاتيتم من زكاواة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون) *) قال قتادة: هذا الذي يقبله الله ويضاعفه له عشر أمثالها وأكثر من ذلك. ومعنى قوله: (المضعفون). أهل التضعيف. كقول العرب: أصبحتم مسمنين، إذا
(٣٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 299 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309 ... » »»