تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٧ - الصفحة ٣٠٥
سمنت إبلهم، ومعطشين إذا عطشت. ورجل مقو إذا كانت إبله قوية، ومضعف إذا كانت ضعيفة، ومنه الخبيث المخبث أي أصحابه خبثا.
" * (الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء سبحانه وتعالى عما يشركون) *) قوله تعالى: " * (ظهر الفساد) *) أي قحط المطر ونقص الغلات وذهاب البركة " * (في البر والبحر) *) تقول: أجدبت البر وانقطعت مادة البحر " * (بما كسبت أيدي الناس) *) بشؤم ذنوبهم.
قال قتادة: هذا قبل أن يبعث الله نبيه (عليه السلام) امتلأت الأرض ظلما وضلالة، فلما بعث الله عز وجل محمدا (صلى الله عليه وسلم رجع راجعون من الناس. فالبر أهل العمود والمفاوز والبراري، والبحر أهل الريف والقرى. قال مجاهد: أما والله ما هو بحركم هذا ولكن كل قرية على ماء جار فهو بحر. وقال عكرمة: العرب تسمي الأمصار بحرا. وقال عطية وغيره: البر ظهر الأرض، الأمصار وغيرها، والبحر هو البحر المعروف. وقال عطية: إذا قل المطر قل الغوص. وقال ابن عباس: إذا مطرت السماء تفتح الأصداف فمها في البحر فما وقع فيها من ماء السماء فهو لؤلؤ. وقال الحسن: البحر القرى على شاطئ البحر. قال ابن عباس وعكرمة ومجاهد: " * (ظهر الفساد في البر) *) بقتل ابن آدم أخاه " * (والبحر) *) بالملك الجائر الذي كان يأخذ كل سفينة غصبا واسمه الجلندا، رجل من الأزد.
" * (ليذيقهم) *) قرأ السلمي بالنون وهو اختيار أبي حاتم. الباقون بالياء " * (بعض الذي عملوا) *) أي عقوبة بعض الذي عملوا من ذنوبهم " * (لعلهم يرجعون) *) عن كفرهم وأعمالهم الخبيثة. " * (قل سيروا في الارض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل كان أكثرهم مشركين فأقم وجهك للدين القيم من قبل أن يأتى يوم لا مرد له من الله يومئذ يصدعون) *) يتفرقون، فريق في الجنة وفريق في السعير " * (من كفر فعليه كفره ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون) *) يفرشون ويسوون المضاجع في القبور. " * (ليجزي الذين ءامنوا وعملوا الصالحات من فضله) *) ثوابه " * (إنه لا يحب الكافرين) *).
قوله: " * (ومن ءاياته أن يرسل الرياح مبشرات وليذيقكم من رحمته) *) نعمته المطر. " * (ولتجري الفلك بأمره ولتبتغوا من فضله) *) رزقه " * (ولعلكم تشكرون ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجاءوهم بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا) *) أشركوا " * (وكان حقا علينا نصر المؤمنين) *) في العاقبة، فكذلك نحن ناصروك ومظفروك على من عاداك وناواك. قال الحسن: يعني أنجاهم مع الرسل من عذاب الأمم.
أخبرني أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبد الله الدينوري، قال أبو العباس أحمد بن محمد بن يوسف الصرصري، عن الحسين بن محمد المطبقي، عن الربيع بن سليمان، عن علي
(٣٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 ... » »»