تتخطفنا من أرضنا، لإجماعهم على خلافنا ولا طاقة لنا بهم، فأنزل الله سبحانه " * (وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا) *) مكة.
قال الله سبحانه: " * (أولم نمكن لهم حرما آمنا) *) وذلك أن العرب في الجاهلية كان يغير بعضهم على بعض، فيقتل بعضهم بعضا، وأهل مكة آمنون حيث كانوا لحرمة الحرم " * (يجبى إليه ثمرات) *) يجلب ويجمع، قرأ أهل المدينة ويعقوب (تجبى) بالتاء لأجل الثمرات واختاره أبو حاتم وقرأ غيرهم بالياء كقوله " * (كل شيء) *) واختاره أبو عبيد قال: لأنه قد حال بين الاسم المؤنث والفعل حائل * (رزقا من لدنا ولكن أكثرهم لا يعلمون) * * (وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها) *)، أي أشرت وطغت، فكفرت بربها، قال عطاء بن رياح: أي عاشوا في البطر والأشر وأكلوا رزق الله وعبدوا الأصنام، وجعل الفعل للقرية وهو في الأصل للأهل، وقد مضت هذه المسألة " * (فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلا) *) يعني فلم يعمر منها إلا أقلها، وأكثرها خراب، قال ابن عباس: لم يسكنها إلا المسافر ومار الطريق يوما أو ساعة " * (وكنا نحن الوارثين) *) نظيره قوله سبحانه: " * (إنا نحن نرث الأرض ومن عليها) *) وقوله: " * (ولله ميراث السماوات والأرض) *).
" * (وما كان ربك مهلك القرى) *) بكفر أهلها " * (حتى يبعث في أمها) *) يعني مكة " * (رسولا يتلوا عليهم آياتنا وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون) *) كافرون " * (وما أتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وزينتها وما عند الله خير وأبقى أفلا تعقلون) *) بالياء أبو عمرو، يختلف عنه الباقون بالتاء.
2 (* (أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه كمن متعناه متاع الحيواة الدنيا ثم هو يوم القيامة من المحضرين * ويوم يناديهم فيقول أين شركآئى الذين كنتم تزعمون * قال الذين حق عليهم القول ربنا هاؤلاء الذين أغوينآ أغويناهم كما غوينا تبرأنآ إليك ما كانوا إيانا يعبدون * وقيل ادعوا شركآءكم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم ورأوا العذاب لو أنهم كانوا يهتدون * ويوم يناديهم فيقول ماذآ أجبتم المرسلين * فعميت عليهم الانبآء يومئذ فهم لا يتسآءلون * فأما من تاب وءامن وعمل صالحا فعسى أن يكون من المفلحين * وربك يخلق ما يشآء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون * وربك يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون * وهو الله لاإلاه إلا هو له الحمد فى الاولى والاخرة وله الحكم وإليه ترجعون * قل أرأيتم إن جعل الله عليكم اليل سرمدا إلى يوم القيامة من إلاه غير الله يأتيكم بضيآء أفلا تسمعون * قل أرءيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمدا إلى يوم القيامة من إلاه غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه أفلا تبصرون * ومن