تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٧ - الصفحة ٢٥٨
والثاني: أن يقف على قوله: " * (ويختار) *) ويجعل ما نفيا أي ليس إليهم الاختيار، وهذا القول أصوب وأعجب إلي كقوله سبحانه: " * (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم) *)، وأنشدني أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب، قال: أنشدني أبو جعفر محمد بن صالح، قال: أنشدنا حماد بن علي البكراوي لمحمود بن الحسن الوراق:
توكل على الرحمن في كل حاجة أردت فإن الله يقضي ويقدر إذا ما يرد ذو العرش أمرا بعبده يصبه وما للعبد ما يتخير وقد يهلك الإنسان من جه حذره وينجو بحمد الله من حيث يحذر وأنشدني الحسين بن محمد، قال: أنشدني أبو الفوارس حنيف بن أحمد بن حنيف الطبري:
العبد ذو ضجر والرب ذو قدر والدهر ذو دول والرزق مقسوم والخير أجمع فيما اختار خالقنا وفي اختيار سواه اللؤم والشوم روى سعيد بن المسيب، عن جابر بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله عز وجل اختار أصحابي على جميع العالمين سوى النبيين والمرسلين، واختار من أصحابي أربعة: أبا بكر، وعمر، وعثمان، وعلي (رضوان الله عليهم أجمعين) فجعلهم خير أصحابي، وفي كل أصحابي خير، واختار أمتي على سائر الأمم، واختار لي من أمتي أربعة قرون بعد أصحابي: القرون الأول والثاني والثالث تترى والرابع فردي).
أخبرني ابن فنجويه قال: حدثنا ابن شيبة، قال: حدثنا جعفر بن أحمد الواسطي، قال: حدثنا محمد بن عبيد قال: حدثنا يوسف بن يعقوب السلمي، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن وهب بن منبه، عن أخيه في قوله: " * (وربك يخلق ما يشاء ويختار) *) قال: اختار من الغنم الضأن ومن الطير الحمام.
" * (سبحان الله وتعالى عما يشركون وربك يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون وهو الله لا إله إلا هو له الحمد في الأولى والآخرة وله الحكم وإليه ترجعون قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلى يوم القيامة) *) دائما لا نهار معه.
(٢٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 ... » »»