تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٧ - الصفحة ٢٥١
" * (وإني لأظنه) *) يعني موسى " * (من الكاذبين) *) في ادعائه كون إله غيري وأنه رسوله " * (واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحق وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون فأخذناه وجنوده فنبذناهم) *) فألقيناهم " * (في اليم) *) يعني البحر، قال قتادة: هو بحر من وراء مصر يقال له: أساف، غرقهم الله فيه * (فانظر كيف كان عاقبة الظالمين) * * (وجعلناهم أئمة) *) قادة ورؤساء " * (يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة) *) حزنا وعذابا " * (ويوم القيامة هم من المقبوحين) *) الممقوتين، وقال أبو عبيدة وابن كيسان: المهلكين، وقال ابن عباس: يعني المشوهين الخلقة بسواد الوجه وزرقة العيون، قال أهل (اللغة) يقال: قبحه الله، وقبحه إذا جعله قبيحا " * (ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى بصائر للناس وهدى ورحمة لعلهم يتذكرون) *).
أخبرنا شعيب بن محمد قال: أخبرنا مكي بن عبدان قال: حدثنا أحمد بن الأزهر، قال: حدثنا روح بن عبادة، عن عوف، عن أبي نصرة، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما أهلك الله عز وجل قوما ولا قرنا ولا أمة ولا أهل قرية بعذاب من السماء منذ أنزل الله سبحانه التوراة على وجه الأرض غير القرية التي مسخوا قردة، ألم تر أن الله سبحانه قال: " * (ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى) *) الآية).
" * (وما كنت) *) يا محمد " * (بجانب الغربي) *) أي غربي الجبل " * (إذ قضينا إلى موسى الأمر) *) أي أخبرناه بأمرنا ونهينا، وألزمناه عهدنا " * (وما كنت من الشاهدين) *) الحاضرين هناك تذكرة من ذات نفسك " * (ولكنا أنشأنا) *) أحدثنا وخلقنا " * (قرونا فتطاول عليهم العمر) *) فنسوا عهد الله سبحانه وتركوا أمره، نظيره * (فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم) * * (وما كنت ثاويا) *) مقيما " * (في أهل مدين تتلوا عليهم آياتنا ولكنا كنا مرسلين) *) يعني أرسلناك رسولا وأنزلنا عليك كتابا فيه هذه الأخبار، فتتلوها عليهم ولولا ذلك لما علمتها ولما أخبرتهم) بما تشاهده، وما كنت بجانب الطور إذ نادينا موسى: خذ الكتاب بقوة.
(* (وما كنت بجانب الغربى إذ قضينآ إلى موسى الامر وما كنت من الشاهدين * ولكنآ أنشأنا قرونا فتطاول عليهم العمر وما كنت ثاويا فىأهل مدين تتلو عليهم ءاياتنا ولكنا كنا مرسلين * وما كنت بجانب الطور إذ نادينا ولاكن رحمة من ربك لتنذر قوما مآ أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يتذكرون * ولولاأن تصيبهم مصيبة بما قدمت أيديهم فيقولوا ربنا لولاأرسلت إلينا رسولا فنتبع ءاياتك ونكون من المؤمنين * فلما جآءهم الحق من عندنا قالوا لولاأوتى
(٢٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 ... » »»