رحمته جعل لكم اليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون * ويوم يناديهم فيقول أين شركآئي الذين كنتم تزعمون * ونزعنا من كل أمة شهيدا فقلنا هاتوا برهانكم فعلموا أن الحق لله وضل عنهم ما كانوا يفترون) *) 2 " * (أفمن وعدناه وعدا حسنا) *) يعني الجنة " * (فهو لاقيه) *) مدركه ومصيبه " * (كمن متعناه متاع الحياة الدنيا ثم هو يوم القيامة من المحضرين) *) في النار، نظيره قوله سبحانه: " * (ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين) *) قال مجاهد: نزلت في النبي (عليه السلام) وفي أبي جهل بن هشام. محمد بن كعب: في حمزة وعلي وفي أبي جهل. السدي: عمار والوليد بن المغيرة.
" * (ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون) *) في الدنيا أنهم شركائي " * (قال الذين حق عليهم القول) *) وجب عليهم العذاب وهم الرؤوس عن الكلبي، غيره: الشياطين " * (ربنا هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم كما غوينا تبرأنا إليك) *) منهم " * (ما كانوا إيانا يعبدون وقيل) *) لبني آدم الكفار " * (ادعوا شركاءكم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم ورأوا العذاب لو أنهم كانوا يهتدون) *) جواب (لو) مضمر، أي لو كانوا يهتدون لما رأوا العذاب، وقيل معناه: ودوا إذا رأوا العذاب لو أنهم كانوا يهتدون.
" * (ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين فعميت) *) فخفيت واشتبهت " * (عليهم الأنباء) *) يعني الأخبار والأعذار والحجج " * (يومئذ) *) لأن الله سبحانه قد أعذر إليهم في الدنيا، فلا يكون لهم حجة ولا عذر يوم القيامة " * (فهم لا يتساءلون) *) لا يجيبون، قتادة: لا يحتجون، وقيل: يسكتون، لا يسئل بعضهم بعضا، مجاهد: لا يتساءلون بالأنساب كما كانوا يفعلون في الدنيا، نظيره قوله سبحانه: " * (فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون) *).
" * (فأما من تاب وآمن وعمل صالحا فعسى أن يكون من المفلحين وربك يخلق ما يشاء ويختار) *) وهذا جواب لقول الوليد بن المغيرة: " * (لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم) *) أخبر الله سبحانه أنه لا يبعث الرسل باختيارهم.
وهذا من الجواب المفصول، وللقراء في هذه الآية طريقان:
أحدهما: أن يمر على قوله: * (ويختار) * * (ما كان لهم الخيرة) *) ويجعل (ما) إثباتا بمعنى الذي، أي ويختار لهم ما هو الأصلح والخير