تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٧ - الصفحة ٢٣٠
شيء) *) أي أحكم (كل شيء، قتادة): أحسن. " * (إنه خبير بما تفعلون) *) قرأ أهل الكوفة " * (تفعلون) *) بالتاء. غيرهم بالياء، واختار أبو عبيدة بقوله: " * (أتوه) *) إنما هو خبر عنهم " * (من جاء) *) أي وافى الله " * (بالحسنة) *) بالإيمان. قال أبو معشر: كان إبراهيم يحلف ما يستثني أن الحسنة: لا إله إلا الله، قتادة: بالإخلاص.
وأخبرني الحسين بن محمد ابن فنجويه قال: حدثنا محمد ابن شنبه قال: حدثنا عبيد الله بن أحمد بن منصور قال: حدثنا سهل بن بشر قال: حدثنا عبد الله بن سليمان قال: حدثنا سعد بن سعيد قال: سمعت علي بن الحسين يقول: رجل غزا في سبيل الله، فكان إذا خلا المكان قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، فبينما هو ذات يوم في أرض الروم في موضع في حلفاء وبردي رفع صوته يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، خرج عليه رجل على فرس عليه ثياب بيض، فقال: يا عبد الله ما ذات قلت؟ قال: قلت الذي سمعت، والذي نفسي بيده إنها الكلمة التي قال الله عز وجل: " * (من جاء بالحسنة) *).
" * (فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون) *) وأخبرني أبو عبد الله محمد بن عبد الله العباسي قال: أخبرنا القاضي أبو الحسين محمد بن عثمان (النصيبي ببغداد) قال: حدثنا أبو بكر محمد ابن الحسين السبيعي بحلب قال: حدثني الحسين بن إبراهيم الجصاص قال: أخبرنا حسين بن الحكم قال: حدثنا إسماعيل بن أبان، عن (فضيل) بن الزبير، عن أبي داود السبيعي، عن أبي عبد الله الهذلي قال: دخلت على علي بن أبي طالب ح، فقال: يا عبد الله ألا أنبئك بالحسنة التي من جاء بها أدخله الله الجنة، والسيئة التي من جاء بها أكبه الله في النار، ولم يقبل معها عمل؟
قلت: بلى، قال: الحسنة حبنا والسيئة بغضنا " * (فله خير منها) *) أي فله من هذه الحسنة خير يوم القيامة، وهو الثواب والأمن من العذاب، قال ابن عباس: " * (فله خير منها) *) أي فمنها يصل إليه الخير، الحسن: معناه له منها خير، عكرمة وابن جريج: أما أن يكون له خير من الإيمان فلا، وإنه ليس شيء خير من لا إله إلا الله ولكن له منها خير، وعن ابن عباس أيضا " * (فله خير منها) *) يعني الثواب لأن الطاعة فعل العبد والثواب فعل الله سبحانه.
وقيل: هو إن الله عز وجل يقبل إيمانه وحسناته، وقبول الله سبحانه خير من عمل العبد، وقيل: " * (فله خير منها) *) يعني رضوان الله سبحانه، قال الله تعالى: " * (ورضوان من الله أكبر) *).
وقال محمد بن كعب وعبد الرحمن بن زيد " * (فله خير منها) *) يعني الإضعاف، أعطاء الله
(٢٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 ... » »»