تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٧ - الصفحة ١٩٨
فقالت النملة: أما سمعت قولي: وهم لا يشعرون؟ مع ما أني لم أرد حطم النفوس وإنما أردت حطم القلوب، خشيت أن يتمنين ما أعطيت ويشتغلن بالنظر عن التسبيح، فقال لها: عظيني، فقالت النملة: هل علمت لم سمي أبوك داود؟
قال: لا.
قالت: لأنه داوى جرحه فرد. هل تدري لم سميت سليمان؟
قال: لا.
قالت: لأنك سليم وكنت إلى ما أوتيت لسلامة صدرك وإن لك أن تلحق بأبيك ثم قالت: أتدري لم سخر الله لك الريح؟
قال: لا.
قالت: أخبرك الله أن الدنيا كلها ريح، فتبسم سليمان ضاحكا متعجبا من قولها، وقال " * (رب أوزعني) *) إلى آخر الآية.
أخبرني ابن فنجويه قال: أخبرنا ابن شنبة قال: أخبرنا الحضرمي قال: حدثنا حسن الخلال قال: حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل أربعة من الدواب: الهدهد والصرد والنحلة والنملة.
" * (وتفقد الطير) *) أي طلبها وبحث عنها " * (فقال ما لي لا أرى الهدهد) *) فتح ابن كثير وعاصم والكسائي وأيوب (لي) ههنا وفي سورة يس " * (وما لي لا أعبد) *) وأرسل حمزة الياء فيهما جميعا، وأما أبو عمرو فكان يرسل الياء في هذه ويفتح في يس، وفرق بينهما فقال: لأن هذه للتي في النمل استفهام والأخرى انتفاء.
" * (أم كان) *) قيل: الميم صلة وقيل: أم بمعنى بل كان " * (من الغائبين لأعذبنه عذابا شديدا) *) وكان عذابه أن ينتف ريشه وذنبه فيدعه ممعطا ثم يلقيه في بيت النمل فيلدغه، وقال عبد الله بن شداد: نتفه وتشميسه.
الضحاك: لأشدن رجله ولأشمسنه.
مقاتل بن حيان: لاطلينه بالقطران ولأشمسنه.
وقيل: لأودعنه القفص، وقيل: لأفرقن بينه وبين إلفه، وقيل: لأمنعنه من خدمتي، وقيل: لأبددن عليه؟.
(١٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 ... » »»