تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٧ - الصفحة ١٩٣
أراد: راتني مقبلا بحبليها، فترك ذكره لدلالة الكلام عليه.
" * (إنهم كانوا قوما فاسقين فلما جاءتهم آياتنا مبصرة) *) مضيئة بينة يبصر بها " * (قالوا هذا سحر مبين وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين) *).
2 (* (ولقد ءاتينا داوود وسليمان علما وقالا الحمد لله الذى فضلنا على كثير من عباده المؤمنين * وورث سليمان داوود وقال ياأيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شىء إن هاذا لهو الفضل المبين * وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون * حتى إذآ أتوا على وادى النمل قالت نملة ياأيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون * فتبسم ضاحكا من قولها وقال رب أوزعنىأن أشكر نعمتك التىأنعمت على وعلى والدى وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلنى برحمتك فى عبادك الصالحين * وتفقد الطير فقال مالي لا أرى الهدهد أم كان من الغآئبين * لأعذبنه عذابا شديدا أو لاذبحنه أو ليأتينى بسلطان مبين * فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبإ بنبإ يقين * إنى وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شىء ولها عرش عظيم * وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون * ألا يسجدوا لله الذى يخرج الخبء فى السماوات والارض ويعلم ما تخفون وما تعلنون * الله لا إلاه إلا هو رب العرش العظيم) *) 2 " * (ولقد آتينا داود وسليمان علما وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين وورث سليمان داود) *) نبوته وعلمه وملكه دون سائر أولاده، وكان لداود (عليه السلام) تسعة عشر ابنا.
قال مقاتل: كان سليمان أعظم ملكا من داود وأقضى منه، وكان داود أشد تعبدا من سليمان (عليهما السلام).
" * (وقال) *) سليمان شاكرا لنعم الله سبحانه وتعالى عليه " * (يا أيها الناس علمنا منطق الطير) *) جعل ذلك من الطير كمنطق بني آدم إذ فهمه عنها " * (وأوتينا من كل شيء إن هذا لهو الفضل المبين) *).
قال مقاتل في هذه الآية: كان سليمان (عليه السلام) جالسا إذ مر به طائر يطوف فقال لجلسائه: هل تدرون ما يقول الطائر الذي مر بنا؟ قالوا: أنت أعلم، فقال سليمان: إنه قال لي: السلام عليك أيها الملك المسلط على بني إسرائيل، أعطاك الله سبحانه وتعالى الكرامة وأظهرك على عدوك، إني منطلق إلى فروخي ثم أمر بك الثانية، وإنه سيرجع إلينا الثانية فانظروا إلى رجوعه.
قال: فنظر القوم طويلا إذ مر بهم فقال: السلام عليك أيها الملك إن شئت أن تأذن لي كيما أكسب على فروخي حتى يشبوا ثم آتيك فافعل بي ما شئت، فأخبرهم سليمان بما قال وأذن له.
(١٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 ... » »»