تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٥ - الصفحة ٧٣
وقال الحسن ومجاهد: نزلت هذه الآية في ثعلبة بن حاطب ومعتب بن قشيو وهما رجلان من بني عمرو بن عوف خرجا على ملأ قعود فقالا: والله لئن رزقنا الله لنصدقن، فلما رزقهما الله تعالى بخلا.
وقال الضحاك: نزلت في رجال من المنافقين (نبتل) بن الحرث وجد بن قيس وثعلبة بن حاطب، ومعتب بن قشير قالوا: لئن آتانا الله من فضله لنصدقن، فلما آتاهم الله من فضله وبسط لهم الدنيا بخلوا به ومنعوا الزكاة.
وقال الكلبي: نزلت في حاطب بن أبي بلتعة، كان له مال بالشام فجهد لذلك جهدا شديدا فحلف بالله: لئن آتانا الله من فضله من رزقه يعني المال الذي بالشام لأصدقن منه ولأصلن ولآتين حق الله منه، فآتاه الله ذلك المال فلم يفعل ما قال، فأنزل الله عز وجل " * (ومنهم) *) يعني من المنافقين " * (من عاهدوا الله لئن آتانا الله من فضله لنصدقن) *) ولنوفين حق الله منه " * (ولنكونن من الصالحين) *) أي نعمل ما يعمل أهل الصلاح بأموالهم من صلة الرحم والنفقة في الخير " * (فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون فأعقبهم) *) فأتبعهم، وقيل فجازاهم ببخلهم. قال النابغة:
فمن أطاعك فانفعه بطاعته كما أطاعك وادلله على الرشد " * (نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه) *) حرمهم الله التوبة " * (بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون) *) قال معبد بن ثابت: إنما هو (شيء) ظاهر في أنفسهم ولم يتكلموا به، ألم تسمع قول الله عز وجل " * (ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم وأن الله علام الغيوب) *)؟
عن مسروق عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر، وإذا خصم فجر).
الأشعث عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ثلاث من كن فيه فهو منافق وإن صلى وصام وزعم أنه مؤمن. إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، إذا أؤتمن خان).
وقال عبد الله بن مسعود اعتبروا المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر، أنزل الله تصديق ذلك في كتابه " * (ومنهم من عاهد الله) *) إلى قوله " * (كانوا يكذبون) *)، وهذا خبر صعب الظاهر. فمن لم يعلم تأويله عظم خطؤه وتفسيره.
أخبرني شيخي الحسن بن محمد بن الحسن بن جعفر، قال: أخبرني أبي عن جدي
(٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 ... » »»