تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٤ - الصفحة ٣٢٢
وقال ابن عباس: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في الصلاة المكتومة وقرأ أصحابه وراءه رافعين أصواتهم فخلطوا عليه فنزلت هذه الآية.
وقال سعيد بن المسيب: كان المشركون يأتون رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى فيقول بعضهم لبعض بمكة: لا تستمعوا لهذا القرآن والغوا فيه فأنزل الله جوابا لهم " * (وإذا قرئ القرآن) *).
قال سعيد بن جبير، ومجاهد، وعطاء، وعمرو بن دينار، وزيد بن أسلم، والقاسم بن يسار، وشهر بن حوشب: هذا في الخطبة أمر بالإنصات للإمام يوم الجمعة.
قال عبد الله بن المبارك: والدليل على حكم هذه الآية في (الجمعة) إنك لا ترى خطيبا على المنبر يوم الجمعة يخطب، فأراد أن يقرأ في الخطبة آية من القرآن إلا قرأ هذه الآية قبل (فواة) قراءة القرآن.
قال الحسن: هذا في الصلاة المكتوبة وعند الذكر. وقال مجاهد وعطاء: وجب الإنصات في اثنين عند الرجل يقرأ القرآن وهو يصلي وعند الإمام وهو يخطب.
وقال عمر بن عبد العزيز: الإنصات لقول كل واعظ والإنصات الإصغاء والمراعاة.
قال الشاعر:
قال الإمام عليكم أمر سيدكم فلم نخالف وأنصتنا كما قالا وقال سعيد بن جبير: هذا في الإنصات يوم الأضحى ويوم الفطر ويوم الجمعة وفيما يجهر به الإمام.
قال الزجاج: ويجوز أن يكون معنى قوله " * (استمعوا وانصتوا) *) اعملوا بما فيه لا تجاوزوه، لأن معنى قول القائل: سمع الله: أجاب الله دعاءك.
" * (واذكر ربك في نفسك) *) قال ابن عباس: يعني بالذكر القراءة في الصلاة " * (تضرعا) *) جهرا * (وخفية) * * (ودون الجهر) *) دون رفع القول في خفض وسكوت يسمع من خلفك.
وقال أهل المعاني: واذكر ربك اتعظ بالقرآن وآمن بآياته واذكر ربك بالطاعة في ما يأمرك (تضرعا) تواضعا وتخشعا (وخيفة) خوفا من عقابه، فإذا قرأت دعوت بالله أي دون الجهر: خفاء لا جهار.
(٣٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 317 318 319 320 321 322 323 324 325 326 327 ... » »»