تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٤ - الصفحة ٣٢١
قال الجعفي:
راحوا بصائرهم على أكتافهم وبصيرتي يعدو بها عتد وآي تعدوا عداوي وأصلها ظهور الشيء وقيامه واستحكامه حتى يبصر الانسان فيهتدي إليها وينتفع بها، ومنه قيل: (ما لي في الأمر) من بصيرة " * (وهدى ورحمة لقوم يؤمنون وإذا قرىء القرآن فاستمعوا له وانصتوا) *) قال عبد الله بن مسعود: كنا نسلم بعضنا على بعض في الصلاة سلام على فلان وسلام على فلان فجاء القرآن: " * (وإذا قريء القرآن فاستمعوا له وأنصتوا) *) يعني في الصلاة وقال أبو هريرة: كانوا يتكلمون في الصلاة فأتت هذه الآية وأمروا بالإنصات.
وقال الزهري: نزلت هذه الآية في فتى من الأنصار كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما قرأ شيئا قرأه، فنزلت هذه الآية.
وروى داود بن أبي هند عن بشير بن جابر قال: صلى ابن مسعود فسمع ناسا يقرأون مع الإمام فلما انصرف قال: أما آن لكم أن تفقهوا، أما آن لكم أن تعقلوا " * (وإذا قريء القرآن فاستمعوا له وانصتوا) *) كما أمركم الله.
وروى الحريري عن طلحة بن عبيد الله بن كريز قال: رأيت عبيد بن عمير وعطاء بن أبي رباح يتحدثان والقارئ يقرأ فقلت: ألا تستمعان إلى الذكر وتستوحيان الموعود، قال: فنظرا إلي ثم أقبلا على حديثهما، قال: فأعدت الثانية فنظرا لي فقالا: إنما ذلك في الصلاة: " * (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا) *).
وروى زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي هريرة قال: نزلت هذه الآية في رفع الأصوات وهم خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة.
وقال الكلبي: وكانوا يرفعون أصواتهم في الصلاة حتى يسمعون ذكر الجنة والنار فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وقال قتادة: كانوا يتكلمون في الصلاة بحوائجهم في أول ما فرضت عليهم، وكان الرجل يأتي وهم في الصلاة فيسألهم كم صليتم؟ كم بقي؟ فأنزل الله عز وجل هذه الآية.
(٣٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 316 317 318 319 320 321 322 323 324 325 326 ... » »»