تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٤ - الصفحة ٣١٤
تعالى " * (قل) *) يا محمد " * (لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا) *) أي اجتناب نفع ولا دفع " * (إلا ما شاء الله) *) أي أملكه بتمليكه إياي " * (ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير) *) يعني المال وتهيأت لسنة القحط ما يكفيها " * (وما مسني السوء) *) وما مسني الله (بسوء).
وقال ابن جريج: " * (قل لا أملك نفعا ولا ضرا) *) يعني الهدى والضلالة ولو كنت أعلم الغيب متى أموت لاستكثرت من الخير من العمل الصالح وما مسني السوء.
قال ابن زيد: فاجتنبت ما يكون من الشر وأتقيه. قال بعض أهل المعاني: (لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من معرفته حتى لا يخفى علي شيء " * (وما مسني السوء) *) يعني التكذيب.
وقال مقاتل: هذا متصل بالكلام الأول معناه: لا أقدر أن (أسوق) لنفسي خيرا أو أدفع عنها شرا حتى ينزل بي فكيف أعلم وأملك علم الساعة؟ وتمام الكلام قوله: لاستكثرت من الخير، ثم ابتدأ فقال: (وما مسني السوء) (يعني الجنون).
وقيل يعني لم يلحقني تكذيب " * (إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون) *) يصدقون.
2 (* (هو الذى خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها فلما تغشاها حملت حملا خفيفا فمرت به فلمآ أثقلت دعوا الله ربهما لئن ءاتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين * فلمآ ءاتاهما صالحا جعلا له شركآء فيمآ ءاتاهما فتعالى الله عما يشركون * أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون * ولا يستطيعون لهم نصرا ولا أنفسهم ينصرون * وإن تدعوهم إلى الهدى لا يتبعوكم سوآء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون * إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين * ألهم أرجل يمشون بهآ أم لهم أيد يبطشون بهآ أم لهم أعين يبصرون بهآ أم لهم ءاذان يسمعون بها قل ادعوا شركآءكم ثم كيدون فلا تنظرون) *) 2 " * (هو الذي خلقكم من نفس واحدة) *) يعني آدم (عليه السلام) * * (وجعل منها زوجها) *) خلق منها حواء " * (ليسكن إليها) *) يستأنس إليها ويأوي إليها لقضاء حاجته " * (فلما تغشاها) *) واقعها وجامعها " * (حملت حملا خفيفا) *) وهو ماء الرجل خفيف عليها " * (فمرت) *) أي استمرت " * (به) *) وقامت وقعدت ولم تكترث بحملها، يدل عليه قراءة ابن عباس: فاستمرت به.
وقال قتادة: (فمرت به) أي استبان حملها. وقرأ يحيى بن يعمر (فمرت) خفيفة الراء من لمرية أي: شكت أحملت أم لا؟ " * (فلما أثقلت) *) أي كبر الولد في بطنها وتحرك وصارت ذات ثقل بحملها كما يقال: أثمر إذا صار ذا ثمر " * (دعوا الله ربهما) *) يعني آدم وحواء " * (لئن آتيتنا) *) يا ربنا " * (صالحا) *).
قال الحسن: غلاما ذكرا. وقال الآخرون: بشرا سويا مثلنا " * (لنكونن من الشاكرين) *) وذلك أنهما أشفقا أن يكون بهما أو شيئا سوى آدمي أو غير سوي.
(٣١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 309 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 ... » »»