تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٤ - الصفحة ٢٩٣
جبرئيل يلقى من قومه أذى شديدا. ويحبونه حبا شديدا ثم يدال على قومه يحصرهم حصر (الجرين)، يكون له وقعات في يثرب، منها له ومنها عليه، ثم يكون له العاقبة يعد معه أقوام هم إلى الموت أسرع من الماء من رأس الجبل إلى أسفله، صدورهم أناجيلهم قربانهم دماؤهم ليوث النهار ورهبان بالليل يرعب منه عدوه بمسيرة شهر، يباشر القتال بنفسه حتى يخرج ويكلم لا شرطة معه ولا حرس يحرسه.
" * (يأمرهم بالمعروف) *) أي بالايمان " * (وينهاهم عن المنكر) *) يعني الشرك، وقيل: المعروف والشريعة والسنة والمنكر ما لا يعرف في شريعة ولا سنة.
وقال عطاء: يأمرهم بالمعروف وبخلع الأنداد ومكارم الأخلاق وصلة الأرحام ينهاهم عن المنكر عن عبادة الأصنام وقطع الأرحام " * (ويحل لهم الطيبات) *) يعني الحلالات التي كانت أهل الجاهلية تحرمها: البحائر السوائب والوصائل والحوامي " * (ويحرم الخبائث) *) يعني لحم الخنزير والدم والميتة والربا وغيرها من المحرمات. " * (ويضع عنهم إصرهم) *) ابن عباس والحسن والضحاك والسدي ومجاهد يعني: جهدهم الذي كان يأخذ على بني إسرائيل بالعمل بما في التوراة. وقال ابن زيد وقتادة: يعني الشدائد الذي كان عليهم في الدين " * (والأغلال) *) يعني الأثقال " * (التي كانت عليهم) *) (بما أمروا) به من قتل الأنفس في التوراة وقطع الأبهاء، شبه ذلك بالأغلال كما قال الشاعر:
فليس لعهد الدار يا أم مالك ولكن أحاطت بالرقاب السلاسل وعاد الفتى كالكهل ليس بقائل سوى العدل شيئا واستراح العواذل فشبه حدود الإسلام وموانعه عن التخطي إلى المحذورات بالسلاسل المحيطات بالرقاب " * (والذين آمنوا به وعزروه) *) أعانوه ووقروه " * (ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه) *) يعني القرآن " * (أولئك هم المفلحون قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والأرض) *) إلى قوله تعالى: " * (بالله وكلماته) *).
قال قتادة: وآياته. وقال مقاتل والسدي: يعني عيسى ابن مريم " * (واتبعوه لعلكم تهتدون ومن قوم موسى) *) يعني بني إسرائيل " * (أمة) *) جماعة " * (يهدون بالحق) *) أي يرشدون إلى الحق، وقيل: خلفاء يهتدون ويستقيمون عليه ويعملون به " * (وبه يعدلون) *) أي ينصفون من أنفسهم ويحمدون.
وقال السدي: هم قوم بينكم وبينهم (قوم) من سهل
(٢٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 ... » »»