تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٤ - الصفحة ١٧٥
وقرأ أبو رجاء ومحمد بن السميقع: ويانعه بالألف على الاسم " * (إن في ذلكم لآيات لقوم يؤمنون) *)) .
* (وجعلوا لله شركآء الجن وخلقهم وخرقوا له بنين وبنات بغير علم سبحانه وتعالى عما يصفون * بديع السماوات والارض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شىء وهو بكل شىء عليم * ذالكم الله ربكم لاإلاه إلا هو خالق كل شىء فاعبدوه وهو على كل شىء وكيل * لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير * قد جآءكم بصآئر من ربكم فمن أبصر فلنفسه ومن عمى فعليها ومآ أنا عليكم بحفيظ * وكذالك نصرف الايات وليقولوا درست ولنبينه لقوم يعلمون * اتبع مآ أوحى إليك من ربك لاإلاه إلا هو وأعرض عن المشركين * ولو شآء الله مآ أشركوا وما جعلناك عليهم حفيظا ومآ أنت عليهم بوكيل) *) 2 " * (وجعلوا) *) يعني الكافرين " * (لله شركاء الجن) *) يعني وجعلوا لله الجن شركاء، وإن شئت نصبته على التفسير " * (وخلقهم) *) يعني وهو خلقهم وخلق الجن.
وقرأ يحيى بن معمر: وخلقهم بسكون اللام وفتح القاف أراد إفكهم وادعاءهم ما يعبدون من الأصنام حيث جعلوها شركاء لله عز وجل يعني وجعلوا له خلقهم.
وقرأيحيى بن وثاب: وخلقهم بسكون اللام وكسر القاف، يعني جعلوا لله شركاء ولخلقهم أشركوهم مع الله في خلقه إياهم.
وقال الكلبي: نزلت في الزنادقة قالوا: إن الله وإبليس شريكان، والله خالق النور والناس والدواب والأنعام. وإبليس خالق الظلمة والسباع والعقارب والحيات، وهذا كقوله " * (وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا) *) يعني في الجنة، وهم صنف من الملائكة خزان الجنان أشق لهم منهم صنف من الجن " * (وخرقوا) *) أي اختلفوا وخرصوا.
وقرأ أهل المدينة: بكثرته وخرقوا على التكثير " * (له بنين وبنات بغير علم) *) وهم كفار مكة، قالوا: الملائكة والأصنام بنات الله. واليهود قالوا: عزير ابن الله. والنصارى قالوا: المسيح ابن الله ثم نزه نفسه. وقال تعالى " * (سبحانه وتعالى عما يصفون بديع السماوات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة) *) زوجة " * (وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم) *) إلى قوله تعالى " * (لا تدركه الأبصار) *) أجراه بعضهم على العموم فقال: معناه لا تحيط به الأبصار بل تراه وهو يحيط بها.
(١٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 ... » »»