تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٤ - الصفحة ١٤٦
وكبر عليه صلى الله عليه وسلم فأنزل الله عز وجل " * (وإن كان كبر) *) عظم وضاق " * (عليك إعراضهم) *) عنك " * (فإن استطعت أن تبتغي) *) تطلب وتتخذ " * (نفقا) *) سربا " * (في الأرض) *) مثل نافقا اليربوع وهو أحد حجرته فيذهب فيه " * (أو سلما) *) درجا ومصعدا إلي " * (في السماء) *) يصعد فيه.
قال الزجاج: السلم من السلامة وهو الذي يسلمك إلى مصعدك " * (فتأتيهم بآية) *) فافعل " * (ولو شاء الله لجمعهم على الهدى) *) فآمنوا كلهم " * (فلا تكونن من الجاهلين) *) أن يؤمن بك بعضهم دون بعض وإن الله لو شاء لجمعهم على الهدى، وإن من يكفر إنما يكفر بسائر علمه فيه.
2 (* (إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله ثم إليه يرجعون * وقالوا لولا نزل عليه ءاية من ربه قل إن الله قادر على أن ينزل ءاية ولاكن أكثرهم لا يعلمون * وما من دآبة فى الارض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا فى الكتاب من شىء ثم إلى ربهم يحشرون * والذين كذبوا بئاياتنا صم وبكم فى الظلمات من يشإ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم * قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين * بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شآء وتنسون ما تشركون * ولقد أرسلنآ إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأسآء والضرآء لعلهم يتضرعون * فلولاإذ جآءهم بأسنا تضرعوا ولاكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون * فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شىء حتى إذا فرحوا بمآ أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون * فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين) *) 2 " * (إنما يستجيب الذين يسمعون) *) يعني المؤمنين الذين يسمعون الذكر فيتبعونه وينتفعون به دون من ختم الله على سمعه فلا يصغي إلى الحق " * (والموتى) *) يعني الكفار " * (يبعثهم الله) *) مع الموتى " * (ثم إليه يرجعون وقالوا) *) يعني الحرث بن عامر وأصحابه. " * (لولا أنزل عليه آية من ربه قل إن الله قادر على أن ينزل آية ولكن أكثرهم لا يعلمون) *) حالهم في نزولها " * (وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه) *) على التأكيد، كما يقال: أخذت بيدي، مشيت برجلي ونظرت بعيني.
" * (إلا أمم أمثالكم) *) يعني بعضهم من بعض والناس أمة والطير أمة والسباع أمة والدواب أمة، وقيل: إلا أمم أمثالكم جماعات أمثالكم.
وقال عطاء: أمثالكم في التوحيد (ومعرفة الله) وقيل: إلا أمم أمثالكم في التصور والتشخيص " * (ما فرطنا في الكتاب من شيء) *) يعني في اللوح المحفوظ " * (ثم إلى ربهم يحشرون) *).
قال ابن عباس، والضحاك: حشرها: موتها
(١٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 ... » »»