تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٣ - الصفحة ٧٦
وقال طرفة:
وإن ملتقى الحي الجميع تلاقني إلى ذروة البيت الكريم المضمد أي في ذروة.
وقال أبو ذؤيب:
بأري التي تأري اليعاسيب أصبحت إلى شاهق دون السماء ذؤابها درجها " * (قال الحواريون) *): اختلفوا فيهم:
فقال السدي: كانوا ملاحين يصطادون السمك.
وكذلك روى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كانوا صيادين سموا حواريين لبياض ثيابهم.
وقال أبو أرطأة: كانوا قصارين سموا بذلك لأنهم كانوا يحورون الثياب أي يبيضونها.
وقال عطاء: سلمت مريم عيسى إلى أعمال سري، وكان آخر ما دفعته إلى الحواريين وكانوا قوما قصارين وصباغين، فدفعته إلى رئيسهم ليتعلم منه. فاجتمع عنده ثياب، وعرض له سفر. فقال لعيسى: إنك قد تعلمت هذه الحرفة، وأنا خارج في سفر إلى عشرة أيام، وهذه ثياب مختلفة الألوان، وقد أعلمت على كل صنف منها بخيط على اللون الذي يصبغ به فيجب أن تكون فارغا منها وقت قدومي. فخرج وطبخ عيسى (عليه السلام) جبا واحدا على لون واحد أدخله جميع الثياب. وقال لها: كوني بإذن الله على ما أريد منك. فقدم الحواري والثياب كلها في جب واحد فقال: ما فعلت؟ قال: قد فرغت منها. قال: أين هي؟ قال: في الجب. قال: كلها؟ قال: نعم.
قال: كيف تكون كلها أحمر في جب واحد؟ فقد أفسدت تلك الثياب. قال: قم فانظر. فأخرج عيسى ثوبا أحمر وثوبا أصفر وثوبا أخضر إلى أن أخرجها على الألوان التي أرادها. فجعل الحواري يتعجب ويعلم أن ذلك من الله، وقال للناس: تعالوا وانظروا إلى ما صنع. فآمن به وأصحابه فهم الحواريون.
وروى يوسف الفريابي عن مصعب قال: الحواريون إثنا عشر رجلا اتبعوا عيسى بن مريم
(٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 ... » »»