تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٣ - الصفحة ٤٤
وقال تعالى: " * (تؤتي الملك من تشاء) *): يعني ملك المعرفة، كما آتى السحرة: " * (وتنزع الملك ممن تشاء) *)، كما نزع من إبليس وبلعام.
الحسين بن الفضل: " * (تؤتي الملك من تشاء) *): يعني ملك الجنة كما آتى المؤمنين قال الله تعالى: " * (وملكا كبيرا) *)، " * (وتنزع الملك ممن تشاء) *): كما نزع من الكفار وأهل النار.
أبو عثمان: أراد (بالملك): توفيق للإيمان والطاعة.
وحكى الأستاذ أبو سعيد الواعظ: إنه سمع بعض زهاد اليمن يقول: هو قيام الليل.
الشبلي: الاستغناء بالمكون عن الكونين.
الواسطي: افتخر الملوك بالملك. فأخبرهم الله تعالى أن الملك (زائل) عندهم لقوله تعالى: " * (تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء) *).
قالت الحكماء في هذه الآية: هذا إخبار عن كمال القدرة. وأن القادر على الكمال هو القادر على الشيء وضده، فأخبر أنه قادر على أن يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء.
" * (وتعز من تشاء وتذل من تشاء) *): قال عطا: تعز من تشاء: المهاجرين والأنصار، وتذل من تشاء: فارس والروم.
وقيل: " * (تعز من تشاء) *): محمدا وأصحابه حين دخلوا مكة وعشرة آلاف ظاهرين عليها، وتذل من تشاء: أبا جهل وأصحابه حين حزوا رؤوسهم وألقوا في القليب.
وقيل: " * (تعز من تشاء) *): بالايمان والمعرفة. وتذل من تشاء: بالخذلان والحرمان.
وقيل: " * (تعز من تشاء) *): بالتمليك والتسليط. وتذل من تشاء: بسلب الملك وتسليط عدوه عليه.
الوراق: " * (تعز من تشاء) *): بقهر النفس ومخالفة الهوى. " * (وتذل من تشاء) *): باتباع الهوى.
الكياني: " * (تعز من تشاء) *): بقهره الشيطان. " * (وتذل من تشاء) *): بقهر الشيطان لنا.
وقيل: " * (تعز من تشاء) *): بالقناعة والرضا. " * (وتذل من تشاء) *): بالخزي والطمع.
قال الثعلبي (رحمه الله): وسمعت السلمي يقول: سمعت عبد الله بن علي يقول: سمعت محمد بن الفضل يقول: سمعت الزبير بن عبد الواحد يقول: سمعت بنان الحمال يقول: الحر عبد ما طمع. والعبد حر ما قنع.
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 ... » »»