تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٣ - الصفحة ٢٣٦
" * (والله عنده حسن الثواب) *).
عن عبد الله بن عمرو قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الله عز وجل يدعوا يوم القيامة بالجنة ويأتي بزخرفها وزينتها فيقول: أين عبادي الذين قاتلوا في سبيل الله وأوذوا في سبيلي وجاهدوا في سبيلي ادخلوا الجنة، فيدخلونها بغير حساب ولا عذاب، فتأتي الملائكة فيسجدون ويقولون: ربنا نسبح الليل والنهار ونقدس لك من هؤلاء الذين آثرتهم علينا، فيقول الله عز وجل: هؤلاء عبادي الذين أوذوا في سبيلي، فيدخل عليهم الملائكة يقولون: سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار).
(* (لا يغرنك تقلب الذين كفروا فى البلاد * متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد * لكن الذين اتقوا ربهم لهم جنات تجرى من تحتها الانهار خالدين فيها نزلا من عند الله وما عند الله خير للأبرار * وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله ومآ أنزل إليكم ومآ أنزل إليهم خاشعين لله لا يشترون بئايات الله ثمنا قليلا أولائك لهم أجرهم عند ربهم إن الله سريع الحساب * ياأيها الذين ءامنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون) *) 2 " * (لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد) *) نزلت في مشركي العرب، وذلك أنهم كانوا في رخاء ولين من العيش وكانوا يتجرون ويتنعمون، فقال بعض المؤمنين: إن أعداء الله فيما يرى من الخير وقد هلكنا من الجوع والجهد، فنزلت هذه الآية.
وقال الفراء: كانت اليهود تضرب في الأرض فتصيب الأموال، فأنزل الله " * (لا يغرنك) *).
وقرأ يعقوب: (يغرنك) وأخواتها ساكنة النون.
وأنشد:
لا يغرنك عشاء ساكن قد يوافي بالمنيات السحر " * (تقلب الذين كفروا) *): ضربهم وتصرفهم في البلاد للتجارات والبياعات وأنواع المكاسب والمطالب، والخطاب للنبيصلى الله عليه وسلم والمراد به غيره، لأنه لم يغير لذلك.
قال قتادة في هذه الآية: والله ما غروا نبي الله ولا وكل إليهم شيئا من أمر الله تعالى حتى قبضه الله على ذلك، نظيره قوله تعالى: " * (فلا يغررك تقلبهم في البلاد) *)، ثم قال: " * (متاع قليل) *) أي هو متاع قليل بلغة فانية ومتعة زائلة، لأن كل ما هو فان فهو قليل.
(٢٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 ... » »»