زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (بينما رجل مستلقي على فراشه إذ رفع رأسه فنظر إلى النجوم وإلى السماء فقال: أشهد أن لي ربا وخالقا اللهم اغفر لي فنظر الله إليه فغفر له).
وقال أبو الأحوص: بلغني أن عابدا يعبد في بني إسرائيل ثلاثين سنة وكان الرجل منهم إذا تعبد ثلاثين سنة أظلته غمامة ولم ير شيئا، فشكى ذلك إلى والده. فقال له: يا بني فكر هل أذنبت ذنبا منذ أخذت في عبادتك؟ قال: لا، ولا أعلمني هممت به منذ ثلاثين سنة. قال: يا بني بقيت واحدة إن نجوت منها رجوت أن يظلك؟ قال: وما هي؟ قال: هل رفعت طرفك إلى السماء ثم رددته بغير فكرة؟ قال: كثير. قال: من هاهنا أتيت. " * (ما خلقت هذا باطلا) *) ذهب به إلى لفظ الخلق ولو رده إلى السماوات والأرض، لقال: هذه باطلا عبثا هزلا، بل خلقته لأمر عظيم.
وانتصاب (الباطل) من وجهين: أحدهما: بنزع الخافض، أي للباطل وبالباطل. والآخر: على المفعول الثاني.
" * (سبحانك فقنا عذاب النار ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته) *) أهنته.
وقال المفضل: أهلكته، وأنشد:
أخزى الإله من الصليب عبيده واللابسين قلانس الرهبان وقيل: فضحته، نظيره قوله: " * (ولا تخزون في ضيفي) *). واتخذ القائلون بالوعيد هذه الآية جنة، فقالوا: قد أخبر الله سبحانه أنه لا يخزي النبي والذين آمنوا معه ثم قال: " * (إنك من تدخل النار فقد أخزيته) *) فوجب أن كل من دخل النار فليس بمؤمن وأنه لا يخرج منها.
واختلف أهل التأويل في هذه الآية:
فروى قتادة عن أنس في قوله تعالى: " * (إنك من تدخل النار فقد أخزيته) *) قال: إنك من تخلد في النار.
وروى الثوري عن رجل عن ابن المسيب في قوله: " * (إنك من تدخل النار فقد أخزيته) *) فقال: هذه خاصة لمن لا يخرج منها.
وروى أبو هلال الراجي عن قتادة في قوله: " * (إنك من تدخل النار فقد أخزيته) *) إنك من تخلد في النار، ولا نقول كما قال أهل حروراء، حدثنا بذلك أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يخرج قوم من النار)