تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٣ - الصفحة ٢٣٨
فقال جابر بن عبد الله وابن عباس وأنس وقتادة: نزلت في النجاشي ملك الحبشة واسمه أضحمة وهو بالعربية عطية وذلك أنه لما مات نعاه جبرئيل لرسول الله في اليوم الذي مات فيه.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: (أخرجوا فصلوا على أخ لكم مات بغير أرضكم).
قالوا: ومن هو؟ قال: (النجاشي)، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى البقيع وكشف له من المدينة إلى أرض الحبشة فأبصر سرير النجاشي، وصلى عليه ركعتين وكبر أربع تكبيرات واستغفر له، وقال لأصحابه: (استغفروا له).
فقال المنافقون: انظروا إلى هذا يصلي على علج حبشي نصراني لم يره قط وليس على دينه، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
عطاء: نزلت في أربعين رجلا من أهل نجران من بني الحرث بن كعب، وأثني وثلاثين من أرض الحبشة، وثمانية من الروم كانوا على دين عيسى فآمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم ابن جريج وابن زيد: نزلت في عبد الله بن سلام وأصحابه، مجاهد: نزلت في مؤمني أهل الكتاب كلهم.
" * (وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم) *) يعني القرآن " * (وما أنزل إليهم) *) يعني التوراة والإنجيل " * (خاشعين لله) *) خاضعين متواضعين، وهو نصب على الحال والقطع " * (لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا) *) يعني لا يحرفون كتبهم ولا يكتمون صفة محمد صلى الله عليه وسلم لأجل المأكلة والرئاسة، كما فعلت رؤساء اليهود " * (أولئك لهم أجرهم عند ربهم إن الله سريع الحساب يا أيها الذين آمنوا اصبروا) *).
قال الحسن: (اصبروا) على دينكم فلا تدعوه لشدة ولا رخاء ولا سراء ولا ضراء، قتادة: (اصبروا) على طاعة الله، الضحاك ومقاتل بن سليمان: (اصبروا) على أمر الله عز وجل، مقاتل ابن حيان: (اصبروا) على فرائض الله، زيد بن أسلم: على الجهاد، الكلبي: على البلاء.
قالت الحكماء: الصبر ثلاثة أشياء: ترك الشكوى، وصدق الرضا، وقبول القضاء. وقيل: الصبر الثبات على أحكام الكتاب والسنة.
" * (وصابروا) *) يعني الكفار، قاله أكثر المفسرين.
قال عطاء والقرظي: (وصابروا) الوعد الذي وعدكم، " * (ورابطوا) *) يعني المشركين، وأصل الرباط أن يربط هؤلاء خيولهم وهؤلاء خيولهم، ثم قيل ذلك لكل مقيم في ثغر يدفع عمن وراءه وإن لم يكن له مركب، قال الله تعالى: " * (ومن رباط الخيل) *).
(٢٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 ... » »»