تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٣ - الصفحة ٢٢٥
وقال عبد الرحمن بن سابط: كزاد الراعي، الحسن: كخضرة النبات ولعب البنات لا حاصل له.
قتادة: هي متاع متروكة توشك أن تضمحل بأهلها، فخذوا من هذا المتاع بطاعة الله ما استطعتم، والغرور الباطل، ونظيرها في سورة الحديد.
عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من سره أن يزحزح عن النار وأن يدخل الجنة فلتأته منيته وهو يشهد أن لا إلاه إلا الله وأن محمدا رسول الله، ويأتي الناس ما يحب أن يؤتى إليه).
أبو سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها فأقرؤا إن شئتم * (فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور) * * (لتبلون في أموالكم وأنفسكم) *) الآية.
قال عكرمة ومقاتل والكلبي وابن جريج: نزلت هذه الآية في أبي بكر الصديق وفنحاص، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر الصديق (رضي الله عنه) إلى فنحاص بن عازورا سيد بني قينقاع يستمده وكتب إليه كتابه، وقال لأبي بكر: (لا تفتت علي بشيء حتى يرجع)، فجاءه أبو بكر (رضي الله عنه) وهو متوشح بالسيف فأعطاه الكتاب فلما قرأه قال: قد أحتاج ربكم إلى أن يمده، فهم أبو بكر أن يضربه بالسيف ثم ذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم (لا تفتت بشيء حتى يرجع)، فكف ونزلت هذه الآية.
وقال الزهري: نزلت في كعب بن الأشرف وذلك أنه كان يهجوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسب المؤمنين ويحرض المشركين على النبي وأصحابه في شعره وينسب بنساء المسلمين حتى آذاهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم (من لي بابن الأشرف).
فقال محمد بن سلمة الأنصاري: أنا لك به يا رسول الله، أنا أقتله، قال: (فافعل إن قدرت على ذلك) فرجع محمد بن سلمة فمكث ثلاثا لا يأكل ولا يشرب إلا ما تعلق نفسه، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاه فقال: (لم تركت الطعام والشراب؟) قال: يا رسول الله قد قلت قولا ولا أدري هل أفي به أم لا؟
قال: (إنما عليك الجهد) فقال: يا رسول الله إنه لابد لنا من أن نقول، قال: (قولوا ما
(٢٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 ... » »»