تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٣ - الصفحة ٢٣٥
قال: وقالت الأنصار: هي أول ظعينة قدمت علينا " * (أني) *) أي بأني أو لأني، نصب بنزع الخافض.
وقرأ عيسى بن عمر: (إني) بكسر الألف، كأنه أضمر القول أو جعل الاستجابة قولا.
" * (لا أضيع) *) لا أحبط ولا أبطل " * (عمل عامل منكم) *) أيها المؤمنون " * (من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض) *).
قال الكلبي: يعني من الدين والنصرة والموالاة، وقيل: حكم جميعكم في الثواب واحد، وقيل: كلكم من آدم وحواء.
الضحاك: رجالكم بشكل نسائكم في الطاعة ونساؤكم بشكل رجالكم في الطاعة، نظيرها قوله: * (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض) * * (فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي) *) أي في طاعتي، وهم المهاجرون الذين أخرجهم المشركون من مكة وآذوهم " * (وقاتلوا وقتلوا) *).
قرأ محارب بن دثار: (وقتلوا) بفتح القاف وقاتلوا.
وعن يزيد بن حازم قال: سمعت عمر بن عبد العزيز يقرأ: (وقتلوا وقتلوا) يعني أنهم قتلوا من قتلوا من المشركين ثم قتلهم المشركون.
وقرأ أبو رجاء والحسن وطلحة: (وقاتلوا وقتلوا) مشددا.
قال الحسن: يعني إنهم قطعوا في المعركة.
وقرأ عاصم وأبو عبيد وأهل المدينة: (وقاتلوا وقتلوا) يريد أنهم قاتلوا ثم قتلوا.
وقرأ يحيى بن وثاب والأعمش وحمزة والكسائي وخلف: (وقتلوا وقاتلوا) ولها وجهان: أحدهما وقاتل من بقي منهم، تقول العرب: قتلنا بني تميم، وإنما قتلوا بعضهم. والوجه الآخر: بإضمار (قد) أي وقتلوا وقد قاتلوا.
قال الشاعر:
تصابى وأمسى علاه الكبر " * (لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله) *).
قال الكسائي: نصب (ثوابا) على القطع، وقال المبرد: مصدر ومعناه: لأتينهم ثوابا.
(٢٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 ... » »»