تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٣ - الصفحة ٢٣٤
والرحمة والثواب والنعمة، وقيل معناه: واجعلنا ممن تؤتيهم ما وعدت على ألسنة رسلك ويستحقون ثوابك، لأنهم ما تيقنوا استحقاقهم لهذه الكرامة، فسألوه أن يجعلهم مستحقين لها، ولو كان القوم قد شهدوا بذلك لأنفسهم، لكانوا قد زكوها وليس ذلك من صفة الأبرار.
وقال بعضهم: إنما سألوا ربهم تعجيل ما وعدهم من النصر على الأعداء وإعزاز الدين، لأنها حكاية عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: قد علمنا أنك لا تخلف وعدك من النصر والظفر على الكفار، ولكن لا صبر لنا على حكمك، فعجل خزيهم وانصرنا عليهم.
ثابت البناني عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من وعده الله على عمل ثوابا فهو منجز وعده، ومن أوعد على عمل عقابا فهو فيه بالخيار).
عن الأصمعي قال: سمعت أبا عمرو بن العلاء يقول: سألني عمرو بن عبيد: أيخلف الله وعده؟ قلت: لا. قال: فيخلف الله وعيده؟ قلت: نعم. قال: ولم؟ قلت: لأن في خلفه الوعد علامة ندم وفي خلفه الوعيد إظهار الكرم، ثم أنشأ يقول:
ولا يرهب ابن العم ما عشت صولتي ولا أختبي من خشية المتهدد إني وإن أوعدته أو وعدته لمخلف إيعادي ومنجز موعدي عن سعيد المقبري عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ عشر آيات من آخر آل عمران كل ليلة.
وعن يزيد بن أبي حبيب: أن عثمان بن عفان (رضي الله عنه) قال: من قرأ في ليلة " * (إن في خلق السماوات والأرض) *) إلى آخرها كتبت له بمنزلة قيام ليلة.
" * (فاستجاب لهم ربهم) *).
روى أبو بكر الهذلي عن الحسن قال: ما زالوا يقولون: ربنا ربنا حتى استجاب لهم ربهم.
وروى عن الصادق أنه قال: من حز به أمر فقال خمس مرات: ربنا أنجاه الله مما يخاف وأعطاه ما أراد. قيل له: وكيف ذلك؟ قال: اقرؤا إن شئتم الذين يذكرون الله قياما وقعودا إلى قوله تعالى الميعاد.
فأما نزول الآية: فقال مجاهد: قالت أم سلمة: يا رسول الله إني أسمع الله يذكر الرجال في الهجرة ولا يذكر النساء بشيء، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
(٢٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 ... » »»