تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٣ - الصفحة ٢٢٨
ربنآ إننآ سمعنا مناديا ينادى للإيمان أن ءامنوا بربكم فئامنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الابرار * ربنا وءاتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد * فاستجاب لهم ربهم أنى لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا فى سبيلى وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولادخلنهم جنات تجرى من تحتها الانهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب) *) 2 " * (وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب) *) في أمر محمد صلى الله عليه وسلم " * (لتبيننه للناس ولا يكتمونه) *). قرأ عاصم وأبو عمر وأهل مكة: بالياء فيهما واختاره أبو عبيد.
الباقون: بالتاء واختاره أبو حاتم، فمن قرأ بالتاء فعلى إضمار القول، أي قال: ليبيننه، ودليله قوله تعالى: " * (وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم) *) ومن قرأ بالياء فلقوله: " * (فنبذوه وراء ظهورهم) *) طرحوه وضيعوه وتركوا العمل به.
" * (واشتروا به ثمنا قليلا) *) يعني المأكل " * (فبئس ما يشترون) *).
قال قتادة: هذا لميثاق الله أخذ على أهل مكة ممن علم شيئا فليعلمه، وإياكم وكتمان العلم فإنه هلكة.
وقال محمد بن كعب: لا يحل لعالم أن يسكت على علمه ولا لجاهل أن يسكت على جهله، قال الله: " * (وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب) *) الآية، وقال: " * (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) *).
ثابت بن البناني عن أبي رافع عن أبي هريرة أنه قال: لولا ما أخذ الله على أهل الكتاب ما حدثتكم بشيء، ثم تلا هذه الآية " * (وإذ أخذ الله) *). أبو عبيدة عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من كتم علما عن أهله ألجم يوم القيامة لجاما من نار).
وعن الحسن بن عمارة قال: أتيت الزهري بعد أن ترك الحديث فألقيته على بابه فقلت: إن رأيت أن تحدثني؟ فقال: أما علمت أني قد تركت الحديث فقلت: إما أن تحدثني وإما أن أحدثك. فقال: حدثني. فقلت: حدثني الحكم ابن عيينة عن نجم الجزار قال: سمعت عليا (عليه السلام) يقول: (ما أخذ الله على أهل الجهل أن يتعلموا حتى أخذ على أهل العلم أن يعلموا) قال: فحدثني بأربعين حديثا.
(٢٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 ... » »»